غداة مقتل صالح .. الحوثيون يبددون تخوفات انفجار الوضع بصنعاء تقرير

الأربعاء 6 ديسمبر 2017 02:08:00
غداة مقتل صالح .. الحوثيون يبددون تخوفات انفجار الوضع بصنعاء " تقرير "
المشهد العربي - خاص

سعى الحوثيون الى إحكام قبضتهم على العاصمة اليمنية صنعاء غداة تمكنهم من قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد معارك عنيفة استمرت ستة أيام منذ تغيير صالح موقفه من التحالف مع المليشيات المدعومة من إيران .

وقال سكان محليون بصنعاء ان مليشيات الحوثي كثفت من انتشار عناصرها في نقاط تفتيش تم استحداثها في احياء وشوارع العاصمة اليمنية صنعاء مساء امس الاثنين .

المصادر أكدت أن المليشيات فرضت حالة طوارئ غير معلنة فيما شنت حملة إعتقالات واسعة لقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام – حزب صالح – بعد ساعات من قتله مع عدد من مرافقيه بينهم قيادات كبيرة في الحزب الذي أعلن مؤخرا تغيير موقفه من التحالف مع المليشيات المدعومة من إيران   .

واعتبرت مليشيات الحوثي يوم مقتل صالح بأنه يوم استثنائي حيث وصف زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك بدرالدين الحوثي، حادث مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، بأنّه يوم استثنائي وتاريخي و يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة حد تعبيره في كلمة متلفزة له مساء امس الاثنين .

من جهة اخرى شنت مقاتلات التحالف العربي عدة غارات جوية على أهداف لمليشيات الحوثي بصنعاء اسفرت عن مقتل العشرات منهم , بعد ان وجه دعوات  للمدنيين للابتعاد عن مناطق سيطرة الحوثيين 500 متر .

وكانت عدد من الهيئات والمنظمات الدولية قد اطلقت مساء أمس الإثنين تحذيرات من إنفجار الأوضاع بالعاصمة صنعاء عقب مقتل صالح حيث حذر الأمين العام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من انفجار الأوضاع الأمنية في اليمن محملا الحوثيين مسؤولية ما لحق بالبلاد من دمار منذ عام 2014، واصفا إياهم بـ"الميليشيات الإرهابية".

كما أعلنت منظمة الامم المتحدة عن "تعليق حركة القوافل الإنسانية داخل صنعاء، بما في ذلك الرحلات الجوية من العاصمة وإليها" بسبب اغلاق الطرقات وانتشار الدبابات في شوارع صنعاء بالتزامن مع استهداف طيران التحالف العربي لمواقع المليشيات حد وصف بيان المنظمة الاممية .

وفي سياق التحذيرات دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، مساء امس الاثنين أطراف النزاع في العاصمة اليمنية صنعاء إلى هدنة إنسانية صباح الثلاثاء ، بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، لتمكين المدنيين من مغادرة منازلهم والبحث عن المساعدة والحماية، ولتسهيل حركة موظفي الإغاثة. 

وأوضح ماكغولدريك أن شوارع صنعاء تحولت إلى ساحات حرب، وحوصر السكان في منازلهم، وأصبحوا غير قادرين على الانتقال، للبحث عن الأمان، ولتلقي العناية الطبية، والحصول على المواد الأساسية، مثل الغذاء والوقود والمياه. 

وتابع: "لا تستطيع سيارات الإسعاف والفرق الطبية الوصول إلى المصابين؛ بسبب استمرار الاشتباكات". 

ومضى ماكغولدريك قائلاً إن "المنظمات الإنسانية تلقت نداءات للمساعدة من أسر علقت وحوصرت في الأحياء، التي تجري فيها أعمال القتال، وهم يريدون بشّدة مغادرة منازلهم بسلامة". 

وتابع: "أذّكر أطراف النزاع بأن الهجمات المتعمدة ضّد المدنيين، ويشمل ذلك موظفي المساعدات الإنسانية وموظفي الرعاية الصحية والهجمات ضّد البنى التحتية المدنية والطبية، تعّد انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي، وقد ترتقي إلى جرائم حرب."

وفي الجانب الحكومي اليمني التقى الرئيس عبدربه منصور هادي امس بالمبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد لمناقشة التطورات الاخيرة في صنعاء , كما التقى ولد الشيخ ايضا بوزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي لمناقشة تطورات الوضع في صنعاء وسلامة الرعايا هناك .

وفي أول تعليق للمملكة العربية السعودية بعد مقتل صالح أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، امس  الاثنين، 4 ديسمبر/كانون الأول، أن المملكة تقف دوما مع الأشقاء في اليمن مهما حدث من ما وصفها "جرائم حوثية "" 

وقال آل جابر، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "دوما المملكة مع أشقائنا اليمنيين مهما يحدث من جرائم حوثية، وما قام به الحوثي من غدر ونقض للعهود جزء من تربيته الإيرانية" .

ورغم المخاوف المحلية والدولية من انفجار الأوضاع في صنعاء بين حلفاء الامس ( الحوثيين – صالح ) إلا ان الحوثيين تمكنوا من السيطرة على احياء المدينة بتكثيف انتشار عناصرهم واستحداث نقاط عسكرية وحملة إعتقالات للموالين لصالح لمنع أي تحركات مضادة للجماعة وفي الوقت ذاته نجحت في تنظيم  تظاهرة إبتهاجا بمقتل صالح .

ويرى مراقبون ان خروج هذه المظاهرة في صنعاء التي تشهد حتى فجر اليوم الثلاثاء اعمال عنف و مواجهات دموية بين مليشيات الحوثي وقوات صالح كان هدفه ايصال رسالة اخرى مفادها ان الجماعة تمكنت من بسط سيطرتها على المدينة .

وفي سياق متصل خرجت صباح اليوم بمنطقة مريس بمديرية قعطبة شمال الضالع اول مظاهرة مناهضة للحوثيين ومنددة بأعمالهم في المناطق التي يسيطرون عليها .

ولم تكن هذه الاحداث المتسارعة في العاصمة اليمنية صنعاء متوقعة قبل اسبوع من اليوم بيد ان تغيير موقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح اعلن تغيير موقفه من التحالف مع الجماعة بعد عدة وساطات قبلية باءت بالفشل ليبدأ احداث جديدة قد لا تنتهي بالقريب العاجل .

ويبقى السؤال هو : الى اين سيتجه حزب المؤتمر الشعبي العام – حزب صالح – والذي اكتفى ومنذ امس بإصدار بيانات لنعي قياداته والتأكيد على مقتل العديد منهم بينهم رئيس الحزب وأمينه العام وكشفه عن المصير مجهول لآخرين بصنعاء , وهو السؤال ذاته مع  القبائل من طوق صنعاء وقبائل سنحان وغيرها من القبائل الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح هل ستلتزم الصمت أم أن موازين القوى ستتغير ليكون مقتل صالح بداية لنهاية مليشيات الحوثي المدعومة من إيران , هذا ما ستكشفه الايام القادمة وماذا عن موقف الجيش اليمني التابع للرئيس عبدربه منصور هادي والذي يرابط في مأرب وعلى تبة نهم منذ عامين هل سيستثمر فرصة مقتل صالح والتحرك باتجاه صنعاء لتحريرها ام ان الوضع سيستمر كما هو  ؟