محللون: لجوء ميليشيا الحـوثي لتجنيد المساجين هو أسلوب إيراني لاستغلال المعتقلين

الثلاثاء 3 يوليو 2018 15:28:36
محللون: لجوء ميليشيا الحـوثي لتجنيد المساجين هو أسلوب إيراني لاستغلال المعتقلين

شهد سجن الحديدة المركزي قبل أيام انتفاضة من قبل السجناء رفضاً لنقلهم إلى جبهات القتال في المحافظات المختلفة، وأدت هذه المواجهات إلى مقتل (3 سجناء) إضافة إلى إصابة آخرين.

ويجمع محللون سياسيون في أنّ التوجه للسجناء من أجل تجنيدهم و نقلهم إلى جبهات القتال هو أسلوب إيراني لاستغلال المعتقلين وتغطية النقص الحاصل لديهم بعد توالي الخسائر التي يواجهونها.

ومع تقدم قوات التحالف العربي وقوات الشرعية يشير المحللون في أنّ اللجوء إلى السجناء هو خطوة في غاية التخبط والخطورة. وقد وجه السجناء نداء استغاثة للحكومة الشرعية وقيادة جبهة الساحل الغربي والمنظمات الدولية والإقليمية لإنقاذهم من انتهاكات ميليشيا الحوثي.

وأكد المحلل العسكري والاستراتيجي، الدكتور/ أديب الصرايرة أنّ لجوء ميليشيا الحوثي إلى المساجين من أجل تجنيدها يعكس مؤشرات مهمة عديدة من أبرزها في أن الحوثي يواجه حالة من الفقدان والخسائر ويحاول تعويضها في هذا اللجوء الخطير الذي له مساوئ ليس بالسهولة حصرها، من أهمها كيف سيثق الحوثيون بهؤلاء المساجين في تنفيذ المهمات والعمليات الصعبة، بالتالي هنالك مخاوف من الاعتماد عليهم إلا في حال استخدامهم كدروع بشرية.

ويضيف الصرايرة: «هؤلاء المساجين الذين تعرضوا لأنواع من التعذيب والظلم من الصعب جداً الثقة بهم، و لولا أن الحوثيين يمرون في مرحلة أزمة لما توجهوا لمثل هذا الخيار؛ ففي أية لحظة من الممكن أن ينقلبوا عليهم وأن يسربوا معلومات مهمة للأطراف التي تحاربهم، إضافة إلى أن هذا الخيار هو انتهاك لحقوق السجين وحمايته وتوفير الظروف المناسبة للحياة».

وبدوره يشير الكاتب الصحافي/ جهاد أبو بيدر إلى أن إخضاع المساجين لمثل هذا المسلك هو انتهاك للقوانين الدولية التي تصون السجين وتحمي حياته.

مشيرا أن "ميليشيا الحوثي قبل أيام واجهت انتفاضة داخل هذا السجن من قبل المعتقلين نتيجة عدم توفر الطعام والماء وعدم قدرتهم على رؤية أهاليهم، إضافة إلى رفضهم الاشتراك في جبهات القتال.. وبعد أحداث دامية أدت إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين أقدمت الميليشيا على التجنيد بعد توالي الخسائر وفرار العديد من عناصرها من جبهات القتال"

يردف قائلاً: (الانتهاكات هي الصفة الملازمة لأسلوب الحوثي، فقبل ذلك توجهوا إلى الطلبة في المدارس واستخدموهم كدروع بشرية، علاوة على احتكار المساعدات و الأدوية وبالتالي التجنيد ليس بالأمر المستغرب، ومع الضغوطات الداخلية الشعبية والخارجية التي يواجهها الحوثي بات مضطراً اللجوء للمساجين. في الوقت الذي يحقق به قوات التحالف العربي والشرعية تقدماً ملحوظاّ في الحديدة فإن كل هذه الظروف تجعله مضطرباً لا يعي خطورة تجنيد مساجين لديهم أجندات سابقة في الجرائم و لديهم خبرة في القتل والانقلاب وعدم الإخلاص لأية جهة مهما كانت..

ومن جهته يؤكد المحلل السياسي/ علي نجم الدين يجد في أن أسلوب التوجه لتجنيد السجناء هو أسلوب إيراني، وقد استخدمته إيران في السابق؛ واستغلال السجناء يأتي من باب الاستفادة من هؤلاء الأعداد والتخلص من رعايتهم في السجون وما يتضمن ذلك من تكلفة وحمل مادي زائد.. وبعد تدريبهم على الأسلحة يتم زجهم في الساحات القتالية.

ويضيف: بالطبع فإن ميليشيا الحوثي لا تؤمن بالقوانين الدولية والإنسانية التي تراعي حقوق السجين، وينظرون للمعتقلين في كونهم أعداداً إضافية من الممكن الاستفادة منهم تحت الرقابة المكثفة بكل تأكيد.