قطط نادرة
عبدالقوي الاشول
أطرف خبر قرأته هو: سوداني تقبض عليه الشرطة البريطانية يقوم بغمر القطط بالحناء السوداني ثم يبيعها بأسعار عالية على أنها قطط نادرة.
قلت في نفسي الحاجة أم الاختراع، فما وصلت إليه شعوبنا العربية أو معظمها من فاقة وعوز هو بسبب حالات الإخفاق على مدى عقود في البناء الاقتصادي، بحكم عدم الاستقرار السياسي والصراعات التي لا نهاية لها.
حالة النزوح إلى أوروبا باتت ورقة تستخدمها بعض الشعوب، خصوصا تلك التي تحاذي أوروبا، كورقة سياسية وابتزازية لتمرير أجندتها السياسية والعسكرية.. وإسكات الأصوات الأوروبية المعارضة بورقة النازحين، ما يعني أن أوروبا تتعامل بحساسية مفرطة مع هذه المشكلة التي تؤرقها بحكم تزايد أعداد النازحين عبر الحدود إلى تلك البلدان التي تواجه ضغوطات داخلية جراء الهجرة إليها، حتى إن الأحزاب السياسية، في مضمار تنافسها على السطلة، تجد في الهجرة سبيلاً للنيل من خصومها إما مع أو ضد، وهو الحال الذي جعل أبواب أوروبا شبه مؤصدة تجاه الأعداد الهائلة القادمة إليها عبر المحيطات والبحار، تلك الهجرة المليئة دروبها بالآلام والأحزان لما خلفت من ضحايا على مدى العقود الماضية.
ورغم وصول أعداد من هؤلاء للجانب الآخر إلى جنة أحلامهم التي لا تتحقق لأسباب عديدة منها أنهم أتوا من بلدان فقيرة مستويات التعليم فيها لا تعين على استيعابهم في الغرب، ناهيك عن بعبع الإرهاب ولجوء المنظمات الإرهابية إلى بعث المتطرفين عبر تلك الأعداد التي تستقر في الغرب، وهو الحال لذي ولد مخاوف شديدة حتى لدى الأطراف المتعاطفة والتي تدفع أثمانا سياسية جراء مواقفها تلك..
وهو الأمر الذي جعل الجاليات العربية في الكثير من اتحاد أوروبا محط اهتمام الأجهزة الأمنية التي تتعقب عناصر الإرهاب، ما وضع الجميع تحت الوطأة والضغط بما في ذلك الأشخاص والأسر الذين قدموا إلى أوروبا بهدف الاحتماء من جور مجتمعاتهم والبحث عن سبل عيش كريمة.. ولا صلة لهؤلاء بالإرهاب قطعاً.
فهل تعذرت سبل العيش على أخينا السوداني الذي لجأ إلى تلوين القطط وبيعها على نحو ما جرى ليجد نفسه في نهاية المطاف بيد الشرطة البريطانية؟