رغم الاستفزازات.. الانتقالي متماسك

عبدالقوي الاشول

أظهر الانتقالي الجنوبي تماسكاً وحصافة سياسية جعلته محط احترام الجميع.
كان وفد الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، إلى محادثات جدة وقد وُضع أمام أصعب المهام، إن جاز التعبير، فهو يعبر في نهاية المطاف عن تطلعات شعب يرقب مخرجات حوار جدة بكل شغف وتوجّس. وفد الانتقالي لاشك وُضع تحت ضغط شديد من منظور جسامة المسؤولية التي على عاتق هؤلاء، في حين ظلت وسائل الإعلام المعادية ووسائل التواصل الاجتماعي تطلق التسريبات والأخبار المغرضة الهادفة لخلق تشكيك لدى أنصار الانتقالي.
ومع ذلك لم ينجر الانتقالي، لا عبر وسائله الإعلامية ولا من خلال الوفد المفاوض، إلى إطلاق العنان للتصريحات غير المسؤولة، ويحسب للوفد المفاوض تلك الحصافة السياسة التي أظهرها حتى أن بعض التصريحات التي كانت تأتي من هؤلاء بهدف طمأنة الشارع الجنوبي تحمل قدر من المنطقية والعقلانية والحصافة، وهو ما أكسب هؤلاء احترام الجميع، وأظهروا أنهم على قدر من المسؤولية في كافة المراحل وصولاًً إلى المحطة النهائية للاتفاق.
هكذا يخوض الانتقالي الجنوبي نضالاته الشاقة آخذاً في الاعتبار أهمية التعامل بوقار تجاه شعبه والأشقاء في التحالف، بهذا السلوك يجسد الانتقالي سيرته السياسية بصورة أكسبته احترام العالم، وهو الأمر الذي جعل هذا الكيان الجنوبي ينتقل من مربع نجاح إلى آخر في زمن قياسي، وأظهر قضيته للعالم ووضعها على طاولة الأطراف والهيئات الدولية.
مساعي الانتقالي في تحقيق تطلعات شعبنا تمضي بصورة طبيعية وسلسة، فبتغليب الحكمة في كافة الخطوات هي ما وضعها هذا الكيان في مقدمة مهامه.
لم نرَ قط التصريحات الشططة غير المدركة للعواقب السياسية إزاء مثل تلك الأخطاء الفادحة في ردهات العمل السياسي، هذا النضج الذي بلغه الانتقالي مرده العمل على مدى سنوات لتطوير الأداء السياسي لدوائره وهيئاته، رغم شح الإمكانيات لدى الانتقالي، وبحسب معطيات عدة أصبح يمتلك آلة إعلامية متواضعة فعالة، لأنهاء اتخذت سبل المصداقية طريقاً للنجاح.
استمرار أداء الانتقالي على هذا النحو هو أحد سبل تحصين قضية شعبنا، أو تحقيق الأهداف اللاحقة رغم محاولات التشويه التي تطال كياننا الجنوبي المعبر عن تطلعات شعبنا الذي يقف بثبات وراء كيانه السياسي وهنا تكمن قوته ونجاحات أدائه التي لم تهتز رغم العواصف والعراقيل وكل تلك الأنواء والعقبات الكأداء التي وضعت على طريق قضية الجنوب.
هنيئاً لهذه القيادة نجاحاتها، وكلنا ثقة أن من يحملون هموم شعبهم لن تخذلوا.. فلدينا تناغم وانسجام في الأداء بين الشعب وممثلية، الأمر الذي جعل قضية شعبنا محط اهتمامات العالم..
فحمداً لله على هذا الأداء النوعي الذي ينبغي تطويره واستمراره.


مقالات الكاتب