جرحى الحرب
عبدالقوي الاشول
نتحدث عن من يجودون بأرواحهم في جبهات القتال لا عن شريحة سياسية أو حزبية تطالب ببعض المكتسبات الشخصية.. نتحدث عن دماء أريقت وشباب ضحوا بأرواحهم، هؤلاء هم من حفظ لكافة الأطراف مكانتها. ومن المؤسف حقاً أن معاناتهم لا توصف، بل يواجهون قدراً من التجاهل الذي لا يمكنه أن يكون.
وهو الحال الذي ترك تأثيراً ساحقاً في نفوس هؤلاء الجرحى وأسرهم، ممن يرون معاناة أبنائهم الجرحى، يأتي ذلك في ظل الحديث عن معالجات أخطاء الماضي في سبيل تدعيم الجهود باتجاهات مواجهات متواصلة في سبيل تحقيق الأهداف اللاحقة.
وقود وعماد هذا الاتجاه هم هؤلاء الرجال الأشداء، ممن حرمت عنهم الجوازات حتى يتمكنوا من الذهاب للعلاج في الخارج. هذا الشكل العقابي ينبغي أن تحاكم عليه الأطراف المتسببة، لماذا..؟ لأن هناك من قضوا بسبب هذا الإجراء الغريب اللا إنساني.
إذن في نطاق المعالجات المتخذة، لماذا لم يضعوا هذه الورقة في مقدمة المهام الملحة؟ فالتعامل مع الجرحى وأسر الشهداء ينبغي أن يعبر عن قدر من الوفاء لهؤلاء، وحفظ حقوقهم وتقديم العلاج اللازم إزاء حالتهم دون تأخير، خصوصاً ومعاناتهم ممتدة منذ زمن، تارة بسبب نقص الإمكانيات وأخرى جراء الإهمال والتجاهل وعدم الشعور بالمسؤولية.
قبل الحديث عن العودة إلى الجبهات بنفس جديد، لابد أن تعالج قضايا أساسية وحساسة من هذا النوع، فمن غير المقبول أن نرى أهالي هؤلاء يعانون وبقسوة من تدهور الأوضاع الصحية لجرحاهم، وما زاد الأمر تعقيداً هو وقف إصدار الجوازات من عدن، الحال الذي تقف أمامه الأهالي بعدم تصديق ما يجري. وعلى نفس الصعيد يعاني أهالي وأسر الشهداء من تأخير الحصول على حقوقهم.
فهل مثل هذه القضايا هامشية ولا تستحق الإسراع في المعالجة؟! ثم من يتحمل مسؤولية إزهاق أرواح الجرحى والمرضى بسبب عدم إصدار الجوازات لهؤلاء؟ علماً أن التحالف قدم الكثير لهؤلاء، والمعاناة مصدرها الإرباكات الداخلية.