لا مؤشرات لحسن النوايا
عبدالقوي الاشول
عملياً التوافق بين ضدين مختلفين تماماً من الأمور التي تعتبر نادرة وغاية في الصعوبة، لأن لا أساس للبناء عليه في تقارب الضدين، ثم إن لكل شيء نذرا ومؤشرات تدل عليه.. فهل توجد نذر حسن نوايا بين الشرعية والانتقالي وفق المعطيات على الأرض أو على أقل تقدير وفق المؤشرات الراهنة؟
في تقدير إن الأمور على نحو من التباعد وإن منينا أنفسنا بإمكانية التقارب والحلول.. فالأمور المبنية على افتراضات لا يمكن أن نحسب نتائجها على الأرض وفي الواقع، لأن معطيات الخيال وحسن النوايا شيء مختلف عن الحقائق.. فعقب اتفاق الرياض الذي طال أمد مخاضه لم نرَ أي خطوات تجسد الوفاق وحسن النوايا حتى من الباب الإنساني..
خذ مثلا أسرى المواجهات الأخيرة في شبوة ممن لازالوا في السجون، ولم تظهر أي حسن نوايا تجاه هؤلاء ورفع عنهم وطأة الأسر على الأقل من منظور أن الأمور في طريقها للحل على الصعد الأخرى.
على الجانب الآخر تزيد معاناة السكان في الجنوب بصورة متواصلة وتصاعدية على مختلف الجوانب الحياتية، ولا مؤشرات للحلول خصوصا على صعيد الخدمات بصورة عامة التي تشهد تردياً غير مسبوق من حالة انقطاعات الكهرباء والمياه ومنظر المخلفات التي تملأ شوارعنا، وحالات انتشار الأمراض والأوبئة على نطاق واسع بداية بالكوليرا والتيفويد، والأمراض الجلدية وحمى الملاريا والضنك، وكل تلك الأوبئة التي تفتك بحياة السكان ممن يترقبون في الأفق ما قيل إنها حلول قادمة رغم أن المؤشرات لا توحي بشيء من ذلك.
ما يعني أن أوضاع الناس غاية في الاحتقان جراء توالي سنين غياب سلطة القانون وحالات العبث التي طالت كل شيء، ولا نبالغ القول من أن الأمور في هذه الأثناء بلغت ذروتها ما ينذر بتداعيات أشد على مختلف المستويات الحياتية في ظل ما يجري..
هل مازال الحديث عن حسن النوايا والحالة التوافقية ممكنا، أم أننا أمام مستجدات أخرى عاصفة إن جاز التعبير؟