نمط غير مسبوق من الإذلال
عبدالقوي الاشول
أصبحوا لا يثقون بكافة الوعود وإن أتت من أعلى مستوى.. طال حد معاناتهم وأسرهم جراء نمط غريب من الاستخفاف الذي يمارس بحقهم.. بعد أن قضوا أعمارهم في تلك الأعمال العسكرية ولم يخطر ببالهم فقط أن تكون معاناتهم بهذا المستوى المؤلم في قطع مداخيلهم المحدودة التي ليس لهم بديل عنها في ظل هذه الأوضاع المؤسفة.
منذ زمن يجري التلاعب بحق هؤلاء ولم تستجب السلطات بشأنهم حتى مع وقفاتهم الاحتجاجية التي للأسف جيرها البعض أنها نمط من الضغوط التي يمارسها البعض لأهداف سياسية كما لو أن هؤلاء الذين يطالبون بحقوقهم يفعلون ذلك لا من معاناة إنما بهدف الإساءة للسلطات، هكذا يصورون الأمر.. وقد سمعنا بتصريحات من جهات مسؤولة تتهم هؤلاء بافتعال الفوضى للأسف.. يجري كل ذلك في ظل آلية عمل عجيبة غريبة تعدت التسويفات فيها عدة أشهر، فهل من الحكمة أن يصمت هؤلاء الذين يطالبون برواتبهم؟ لا أظن أن هناك مثيلا لهذه المعاناة في أي من بلدان العالم.
أصوات هؤلاء لم تبلغ أسماع من يمارسون نمطاً من السادية بحق المواطن في مجتمعنا.. فهل رواتب الناس ورقة سياسية ينبغي أن تستخدم بهذه الطريقة الفجة؟
بعيدا عن كل ما نسوغ من أعذار فما يجري هو فظاعة وقبح لا حدود له، وحتى لا ننكر ضمائر المعنيين هل من الحكمة أن يصمت هؤلاء عما يعانون ويبلعون ألسنتهم حتى لا تصيب شرر الاتهام النزهاء ممن لا يكترثون قط بمعاناة المواطن المغلوب على أمره والواقع تحت وطأة المكابدات الوقحة التي تستهدف غذاءه ومصدر دخل أولداه؟
هكذا تمضي وعودهم المتكررة وتسويفاتهم المستمرة بحق شريحة واسعة من السكان.
وعلى من يمكننا أن نلقي اللوم فيما يجري؟ هل على هؤلاء الذين أعياهم البحث عن رواتبهم الزهيدة في ظل هذا الواقع المرير والفساد الماحق الذي نتعايش معه؟!