إيران والحوثيون وحرب الوكلاء.. استراتيجية خبيثة لن تدوم طويلًا
الجمعة 10 يناير 2020 21:04:40
على مدار السنوات الماضية، لم تخض إيران صراعًا عسكريًّا بشكل مباشر، لكنَّها أوكلت المهمة إلى "أذرع مليشياوية" زرعتها في المنطقة من أجل تحقيق أهدافها المتطرفة.
يُشير ذلك إلى الضغط على إيران لا يقتصر فقط على توجيه ضربات مباشرة لها، بل يجب استهداف أذرعها في المنطقة بشكل مباشر عبر توجيه ضربات قاسمة لها، وقد أصبح هذا الأمر مرجحًا بقوة في ظل تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، والتي رأت صحيفة الرياض السعودية أنّه سيكون له تداعيات سياسية مؤكدة على مستقبل السلوك الإيراني في المنطقة، كما ستمثل درسًا لواشنطن حول السياسة الناجعة مع نظام جانح مثل النظام الإيراني.
وأضافت أنّ حزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهديداته القوية التي مثلت تحولًا لافتًا في خطاب واشنطن شكّلا لغة صادمة لنظام طهران، وأنهت الخطوط الحمر التي ظنّ أنَّ الولايات المتحدة ستبقى أسيرة لها، حيث أنّ تهديد الرئيس الأمريكي برد غير متكافئ واستهداف 52 موقعًا في إيران حال إقدام إيران على فعل متهور، رسم خطوطًا جديدة للتعاطي بين البلدين بعد أربعين عاماً من حالة العداء المنضبطة.
كما مثل هذا الأمر تقدمًا جديدًا في مقاربة واشنطن بالتوجه للهدف مباشرة وعدم الاكتفاء باستهداف أذرع إيران من مليشيات وحركات إرهابية، وهذا ينقض الاستراتيجية الإيرانية التي راهنت دومًأ على سياسة الوكلاء وإثارة الفوضى عن بعد، دون تلطيخ يديها مباشرة، ما سمح لها كل هذه العقود بالمراوغة والتنصل من أي استحقاقات دولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ الرد الإيراني الخافت على استهداف أخطر رجالها قاسم سليماني بعد موجة من التهديدات الصارخة، والوعود النارية بالثأر أوضحت حدود طهران في أي مواجهة مباشرة مع واشنطن، متابعةً: "سيعود نظام خامنئي حتمًا لما يبرع فيه وهو تحريك الوكلاء، وإدارة الفوضى عن بعد، لكن حتى هذه السياسة لن تجدي نفعاً من الآن فصاعدًا، فبعد مصرع جنرال الشر وصانع المليشيات، بات على جميع اللاعبين الصغار أن يخشوا المصير ذاته".
في الحالة اليمنية، اعتمدت طهران على مليشيا الحوثي وقدَّمت لها مختلف صنوف الدعم سياسيًّا وعسكريًّا وحتى ماليًّا، وكان ذلك بمقابل أن تعمل المليشيات وفقًا لأجندة إيرانية تستهدف تحقيق أهدافها وسياساتها في المقام الأول.
وأظهرت واقعة اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني حجم تبعية الحوثيين لطهران، حيث بكت المليشيات كثيرًا على هذه الضربة القاسمة لإيران، بل هي من لوَّحت بأنّها ستكون اليد التي ستثأر لاغتيال سليماني، وهو ما رجَّح سيناريو أن تعمد طهران في الفترة المقبلة على استخدام إحدى أذرعها الشريرة من أجل الرد على هذه العملية.