العدوان الإخواني على الصحافة.. رصاصٌ يستهدف القلم والكلمة

الجمعة 7 فبراير 2020 21:21:04
testus -US
تعبيرًا عن وجهها الإرهابي البشع، تقاسمت المليشيات الإخوانية والحوثية ارتكاب أبشع صنوف الاعتداءات ضد وسائل الإعلام، في محاولات لإسكات أي أصوات معارضة في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.
الفصيلان الإرهابيان اعتادا على مدار السنوات الماضية، على استهداف الإعلاميين والصحفيين، والتضييق على عملهم، لا سيّما أولئك الذين يعملون على فضح الجرائم التي تُرتكب من هذه المليشيات.
ففي جريمة إخوانية جديدة، اعتقلت مليشيا حزب الإصلاح في محافظة تعز، الصحفي مروان مقبل، بحسب مصادر مطلعة كشفت لـ"المشهد العربي" عن قيام قوة تابعة لمليشيا الإخوان باعتقال الصحفي، وأودعته سجن قوات النجدة في المدينة.
وأرجعت المصادر اعتقال الصحفي مروان، إلى منشور على صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيه تدهور الأوضاع في المدينة تحت سيطرة مليشيا الإخوان.
وقبل نحو أسبوع، أقدمت المليشيات الإخوانية على اعتقال الصحفي عبدالسلام القيسي في منطقة الحصب غربي مدينة تعز، عقب عودته من الساحل الغربي، لكنّها أطلقت سراحه بعد إيقافه عدة ساعات والتحقيق معه.
كما قامت قوة عسكرية تابعة لمليشيا حزب الإصلاح بمنع وصول صحيفة إلى مكتبات وأكشاك بيع الصحف في تعز، وصادرت الأعداد المخصصة للمدينة واعتدت على الموزع واحتجزت أوراقه الرسمية.
الحديث هنا عن صحيفة "الشارع" التي تواجه للمرة الثالثة المصادرة واحتجاز الموزعين من قبل المليشيات الإخوانية في تعز، بالإضافة إلى هجمات من قبل المنابر القطرية واليمنية الموالية لحزب الإصلاح، بسبب تغطيتها الإخبارية وانتقادها للقيادات العسكرية في مدينة تعز.
ومنعت قيادة محور تعز، الصحيفة من دخول مدينة تعز، حيث صادرت قوات نقطة الهنجر في المدخل الجنوبي لمدينة تعز، نُسخ الصحيفة المخصصة لمدينة تعز، في نوفمبر الماضي، كما اختطفوا موزِّع الصحيفة زكريا الياسري، وإحدى الدراجات النارية وسائقها سامي حمود سيف، ونقلوهما إلى جهة غير معروفة، يعتقد أنها مقر قيادة المحور العسكري في تعز.
وبعد احتجاز دام أكثر من 24 ساعة، تم الإفراج عنهم، ومنذ ذلك الحين، منعت قوات محور تعز العسكري الصحيفة من دخول مدينة تعز، حيث قام مسلحون بلباس مدني بتهديد أصحاب مكاتب وأكشاك بيع الصحف في المدينة بإحراق أكشاكهم ومكتباتهم في حال قاموا ببيع الصحيفة.
الصحيفة تحدَّثت اليوم، عن تعرُّضها لحملة تحريض ضدها، مماثلة لما تعرضت له في صنعاء عام 2016، من قبل قياديين حوثيين، كما تم الاعتداء حينها على رئيس التحرير نائف حسان، وواجه العاملون تهديدات مما اضطرها للتوقف.
الجرائم الإخوانية ضد وسائل الإعلام أثار غضبًا دوليًّا، حيث علّقت منظمة "مراسلون بلا حدود" على واقعة استهداف صحيفة الشارع، قائلةً: "يجب على أعضاء مليشيا الإصلاح التوقف فورًا عن التدخل في عملية توزيع جريدة الشارع ومنع نقل الأخبار.. يجب أن يكون باستطاعة الصحفيين العمل في ظروف جيدة وأن يتمكن القراء من الوصول بحرية إلى ثمار عمل وسائل الإعلام للحصول على معلومات حرة وتعددية".
وأضافت المنظمة الدولية: "وأوضحت المنظمة الدولية أنّ جريدة الشارع كانت قد نشرت بانتظام معلومات عن فساد مسؤولين محليين كما شرعت في سلسلة من التحقيقات حول قضايا متعلقة ببعض زعماء مليشيا الإصلاح". 
التضييق على الإعلام هو سياسة إخوانية معتادة، ففي وقتٍ سابق أصدرت حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، توجيهات باتخاذ "الإجراءات القانونية حيال كل من يحاولون الإساءة للجيش عبر نشر معلومات كاذبة أو منشورات مضللة في مواقع التواصل الاجتماعي"، على حد قولها.
وفي الوقت الذي فشل فيه حزب الإصلاح الإخواني في تزييف الحقائق، فقد عمد إلى رفع سلاح القوة الغاشمة ضد الصحفييين والإعلاميين، وهو ما يتجلى في وقائع استهدافهم بشكل متكرر.