عبء الشرعية على التحالف

السبت 8 فبراير 2020 20:00:00
testus -US
رأي المشهد العربي
على مختلف الأصعدة، برهنت التطورات السياسية والعسكرية أنّ الهيكل الحالي لنظام الشرعية أصبح عبئًا ثقيلًا على التحالف العربي في حربه على المشروع الإيراني وذراعه الحوثي.
حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني استمرت على مدار أكثر من ثلاثة أشهر، ترتكب مختلف صنوف الاعتداءات التي تنتهك بنود اتفاق الرياض، المُوقّع في الخامس من نوفمبر الماضي، وعرقلت تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق، لا سيّما تعيين محافظين جدد للعاصمة عدن والضالع وأبين وشبوة، بالإضافة إلى الاستمرار في التحركات العسكرية التي تستهدف الجنوب في المقام الأول؛ وذلك خلافًا لما ينص عليه الاتفاق.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الفساد استشرى في معكسر الشرعية وهو ما ضاعف من الأزمة الإنسانية في وقتٍ يعاني فيه ملايين السكان من أزمة إنسانية هي الأكثر فداحةً وبشاعةً على مستوى العالم، بينما عمل قادة الشرعية لا سيّما الموالون لحزب الإصلاح الإخواني على تكوين ثروات مالية طائلة. 
"إخوان الشرعية" دخلوا في مرحلة أكثر تطورًا في عملية استهداف التحالف العربي، تمثّلت في تقديم المليشيات الإخوانية مواقع استراتيجية محاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية، في تهديد وابتزاز واضح وصريح يقوم على نقل المعركة إلى قرب أراضي السعودية، والتالي تعريض أمنها القومي للتهديد المستمر. 
يُشير كل ذلك إلى أنّ الشرعية، بهيكلها الراهن وهي تحت الاختراق الإخواني، أصبحت عبئًا ثقيلًا على التحالف العربي وحربه على المشروع الإيراني متمثلًا في مليشيات الحوثي، وهو ما يعني أنّه لا يمكن التعويل على نظام الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي.
ويمكن القول إنّ بقاء نظام الشرعية على هيكله الراهن لن يمثل فقط إضاعة للوقت في الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ الأمر سيمثل خطورة متصاعدة على أمن دول المنطقة بشكل كامل.