الفوضى الأمنية.. صناعة غاشمة أجادتها المليشيات الإخوانية

السبت 8 فبراير 2020 23:53:33
testus -US

تواصل محافظة تعز دفع ثمن خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، حيث أصبحت المحافظة مرتعًا لفوضى أمنية عارمة على مدار الأشهر الماضية.

صناعة الفوضى الأمنية هو عمل أجادته المليشيات الإخوانية من أجل تعزيز هيمنتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها، في سياسة تحاكي كثيرًا ما تقدم عليه المليشيات الحوثية في المناطق التي تحتلها هي الأخرى.

ففي جريمة إخوانية جديدة، أقدم مسلحون يتبعون هذه المليشيات الإرهابية التابعة للشرعية، على اقتحام مكتب الأحوال المدنية في محافظة تعز.

مصادر محلية قالت إنَّ مسلحين يقودهم ضابط بمليشيا الإخوان، اقتحموا مقر الأحوال المدنية وعبثوا بمحتوياته وأطلقو الرصاص على خادم بيانات البطاقات الشخصية.

وأوضحت المصادر أنّ المعتدين أتلفوا محتويات المكتب وملفاته المحفوظة بالأرشيف.

الكشف عن هذه الجريمة الإخوانية تزامن مع واقعة أخرى في المحافظة، تمثّلت في تعديات على أراضٍ تابعة للجامعة من مسؤولين في المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية.

مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ شخصًا يدعى عبدالله جسار، مدعوم من وكيل المحافظة عارف جامل، سطا على أراضي تابعة للجامعة في منطقة الضباب، مشيرة إلى أنه بدأ في أعمال البناء عليها وسط صمت الجهات الرسمية.

وأضافت المصادر أنَّ المدعو جسار يواصل البناء داخل الأراضي التابعة للجامعة، رغم توجيه رئاسة الجامعة بلاغات إلى السلطة المحلية والشرطة، وإصدار أوامر قضائية من محكمة غرب تعز، بوقف التعديات.

ووصف أكاديميون في جامعة تعز، فضلوا عدم ذكر اسمهم، الاعتداء على أراضي الجامعة ومخازنها، بأنه اعتداء علي فكرة الدولة وهوية المدينة الثقافية وعلى مستقبل الأبناء، واستنكروا تغافل الحملات الأمنية عن الجرائم الكبرى، مؤكدين أنّ "قوتها لا تظهر إلا على المواطنين العزل".

ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.

وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.