عراقيل العمل الإغاثي.. عواقب وخيمة لجريمة الحوثي النكراء
يمثل الاعتداء على المنظمات الإغاثية الدولية إحدى الجرائم الإرهابية التي أجادت المليشيات الحوثية ارتكابها، على مدار سنوات الحرب الماضية، وهو ما أدّى إلى مضاعفة الأعباء على السكان.
وفيما تزايدت التهديدات والحوادث التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد العاملين في المجال الإنساني تتزايد خلال الفترة الأخيرة، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إنّ العوائق الإدارية والبيروقراطية التي تضعها المليشيات الحوثية تعرقل عمل المنظمات غير الحكومية وتهدد باستكمال مسيرتها.
وأضافت أنّ المليشيات تمارس المزيد من التهديدات المباشرة لإيصال المساعدات، إلى جانب التلاعب في قوائم المستفيدين، مشيرةً إلى تزايد الحالات التي تنطوي على استخدام العنف والإكراه في نقاط توزيع المساعدات.
ودون أن يقتصر الإرهاب الحوثي على نهب المساعدات وعراقلة توزيعها على من هم في أمس الحاجة إليها وحسب، بل أدّى توجّه دولي نحو تناقص تقديم المساعدات من قِبل الأطراف الدولية، وهو ما ينذر بمزيدٍ من المعاناة.
وأمس الجمعة، كشفت مصادر مطلعة أنّ المساعدات المقدمة لليمن تحت قيادة الحوثيين ستخفض في شهر مارس المقبل، في خطوة غير معتادة، لأن المانحين والمنظمات الإنسانية لم يعد بإمكانها ضمان وصول المساعدات لمن يستحقها.
وأضافت المصادر حديثها لوكالة رويترز، أنَّ "السلطات الحوثية في شمال حيث يقيم أغلب اليمنيين المعتمدين على المساعدات، تعطل جهود توصيل الغذاء ومساعدات أخرى لمن يستحقونها بدرجة لم تعد محتملة".
وصرّح مسؤول أممي بارز: "مناخ العمل في شمال اليمن تراجع بدرجة كبيرة في الأشهر القليلة الماضية حتى أنّ العاملين في القطاع الإنساني لم يعد باستطاعتهم إدارة المخاطر المتعلقة بتوصيل المساعدات بالكميات الراهنة".
وأضاف: "ما لم يتحسن الوضع فإنّ المانحين والعاملين في المجال الإنساني لن يكون أمامهم خيار سوى خفض المساعدات، وسيشمل ذلك خفض بعض المساعدات الغذائية التي يشرف عليها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والتي تطعم أكثر من 12 مليون شخص كل شهر".
وتصف الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض وتقول إن الملايين هناك يقتربون من الموت جوعًا.
وعلى مدار العام الماضي، شكت وكالات الإغاثة علنًا وسرًا من سوء ظروف العمل والافتقار لتصاريح السفر وقيود أخرى على الدخول، ما ترك العاملين في حالة سخط وغير قادرين على العمل بكامل طاقتهم.
ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، استهدف هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران الأزمة الإنسانية، وهو ما كبَّد المدنيين كثيرًا من الأعباء.
وتواصل مليشيا الحوثي ممارسة سياسة ممنهجة لنهب المساعدات الإغاثية والدوائية في مناطق سيطرتها من أجل تجويع السكان.
وقال مصدر مسؤول بمجال الإغاثة إنّ انتهاكات الحوثيين بحق المساعدات مستمرة حتى اللحظة بدءًا من عرقلة وصول القوافل المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والمحروقات النفطية، وصولًا إلى قصف مطاحن الغذاء في الحديدة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
وأضاف أنَّ مليشيا الحوثي تستغل الورقة الإنسانية لتحقيق أجندتها واستعطاف المجتمع الدولي، ونوه بأنَّ المليشيات تقصف بشكل مباشر مخازن القمح بصوامع الغلال في الحديدة، بهدف حرق وإتلاف أكثر من 51 ألف طن تابع لبرنامج الغذاء العالمي.