كيف فضح كورونا تطابق الإرهاب الحوثي الداعشي؟
لم تمر أزمة المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد من دون أن تمر أوجه التشابه بين المليشيات الحوثية، والتنظيمات الإرهابية المتطرفة من أمثال تنظيمي داعش والقاعدة.
وضمن ما تقول إنّها إجراءات احترازية لمواجهة كورونا، فقد أقدمت المليشيات الحوثية على إغلاق محلات تجميل وملابس نسائية، مجددة إجراءات "داعش" و"القاعدة" بنسختها الموالية لإيران، وكاشفة عن وجهها المتطرف الذي يستهدف النساء على وجه التحديد.
وقالت مصادر مطلعة إنّ الإجراءات الحوثية الجديدة سبقتها محاولات ضد صوالين تجميل النساء، ومحال خياطة وملابس تحت ذرائع مختلفة، وتمثل امتدادًا لنهج يشكك في أخلاق النساء.
وأضافت المصادر أنَّ القيادي الحوثي المدعو سلطان زابن المعين مديرًا لمباحث صنعاء أمر العشرات من مسلحيه بتدشين الحملة القمعية الجديدة بعد أن حصل على فتاوى من معممي المليشيات بـ"تحريم" نشاط هذه المحلات النسائية.
واستهدفت الحملة الحوثية، وفق المصادر، العشرات من محلات تزيين النساء وتجهيز العرائس وصوالين التجميل إضافة إلى محلات الخياطة في شوارع وأحياء جمال وهائل وحدة والشوكاني والأصبحي والحصبة.
ونسبت المصادر إلى بعض مالكات محلات التجميل في صنعاء قولهن إنّ المسلحين الحوثيين داهموا محلاتهن بصحبة الأمن النسائي للمليشيات "الزينبيات" وطلبوا منهن الإغلاق إلى جانب تهديدهن بالاعتقال.
واتهم حقوقيون، المليشيات الحوثية بأنّها تسير على خطة التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
وسبق أن شنّت المليشيات المتشددة خلال الأعوام الماضية حملات عدة ضد المطاعم والمقاهي بحجة أنها تسمح بالاختلاط بين الجنسين، قبل أن تعود وتسمح بفتح بعضها مقابل إتاوات مالية فرضتها على ملاكها.
كما شنت في أوقات سابقة حملات لطمس صور الدعاية لمنتجات الزينة النسائية إلى جانب القيام بمصادرة تماثيل عرض الملابس في المحلات والأسواق بذريعة أنها "تحض على الرذيلة وتدعو للفتنة".
ويومًا بعد يوم، تتضح أوجه الشبه بين المليشيات الحوثية وتنظيم داعش، والقواسم المشتركة التي تحدث على الأرض بين هذين الفصيلين الإرهابيين.
ففي مطلع مارس الجاري، قام عناصر المليشيات الحوثية باقتحام مقهى للنساء في محافظة صنعاء، ثم أمروا بإغلاقه فورًا، في حادثة قيل إنّها تأتي في إطار حملة لفرض قواعد اجتماعية صارمة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وعندما طلبت صاحبة المقهى بعضا من الوقت للسماح للزبائن بلملمة أغراضهن، صاح أحد المسلحين بوجهها، قائلًا "فليجلسن في بيوتهن. لماذا خرجن؟"، حسبما كشفت عبر حسابها على موقع "فيسبوك".
وفي الفترة الماضية، قام مسلحون حوثيون بإغلاق مطاعم يختلط فيها الرجال والنساء، بينما بدأ التدقيق بقصات الشعر لدى الشبان، وسار عناصر في مجمّعات مدرسيّة وجامعيّة ليتأكدوا من التزام الطلاب بملابس معيّنة.
مثل هذه الوقائع تكشف أوجه الشبه بين الدواعش والحوثيين، وكيف أنّ هذين الفصيلين الإرهابيين تشابهت جرائمهما الطائفية على نحو كبير.
ففي محاكاة لما اقترفه تنظيم داعش الإرهابي، عملت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، على نشر التطرف والطائفية بين صغار السن والمراهقين، وأظهرت المليشيات الإجرامية تفوقًا كبيرًا في نشر أفكار التطرف والطائفية وتجنيد صغار السن والمراهقين،
وتستغل المليشيات الحوثية سيطرتها على أجزاء من اليمن لتطلق يد أتباعها لإخضاع طلاب المدارس والمعلمين والموظفين لدورات فكرية متطرفة تهدد بتحويل البلاد إلى لغم ينفجر في وجه العالم.
وقالت مصادر مطلعة في صنعاء إنّ المليشيات تسخر كل إمكاناتها لتحقيق مشروعها الطائفي ولو على حساب الرواتب وخدمات الصحة والتعليم.
وأضافت أنّ المليشيات المدعومة من إيران، بعد استحداثها حصصًا دراسية لنشر التطرف والترويج للقتال في أوساط الطلاب، بدأت باستقطاب المتفوقين، ونقلهم إلى منازل خاصة لإخضاعهم لدورات فكرية متطرفة ومحاضرات لزعيم المليشيا تحضّهم على القتال والالتحاق بالجبهات.
كما عملت المليشيات على إخضاع الموظفين لدورات ثقافية طائفية في منازل ضخمة تتبع المليشيات الإرهابية في صنعاء، وأُجبر هؤلاء الموظفون على ترك هواتفهم في منازلهم أو في أماكن بعيدة إن كانوا قادمين من خارج صنعاء، لتلقي برنامج طائفي مكثف.
ويسهل للمُطّلع على أدبيات الجماعات المتطرفة أن يرى أوجه التشابه العديدة التي تجمع بين مليشيا الحوثي وتنظيم داعش الإرهابي، سواء من حيث الجرائم العنيفة التي ترتكبها أو القرارات المتشددة التي تحاصر بها المجتمع الخاضع لسيطرتها القهرية.
العلاقات بين الحوثي وداعش، باعتبارهما فصيلين إرهابيين، لم تتوقّف عند أوجه تشابه بين ممارسات متطرفة، لكن وصل الأمر إلى تعاون مشترك فيما بينهما، كثيرًا ما فُضِح أمره في الأشهر الأخيرة.
وسبق أن عرض حقوقيون خلال ندوة بالأمم المتحدة أدلةً على تطابق منهجية مليشيا الحوثي وتنظيم داعش، مثل تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك واستخدامهم كدروع بشرية عندما تلحق بهم الهزائم.
وتناولت منهجية التنظيمين في غرس خطاب الكراهية والطائفية وهتافات الولاء، وتوثيق عملياتهم الإرهابية وإتباع النهج الإعلامي للشهرة ورفع معنويات عناصرهم المجرمة واللجوء لعقاقير الهلوسة وغسل الأدمغة وإقناع الأطفال المجندين بأنهم يقاتلون اليهود والنصاري، وأنهم سيحصلون على صك لدخول الجنة في حالة سقوطهم قتلى في المعارك.