القصة الكاملة.. فضيحة مساومة تكشف إرهاب الإصلاح
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية على وجهها الإرهابي، أسوةً بما تتسم به أدوار جماعة الإخوان في مختلف الدول التي تنشط بها.
إرهاب الإخوان تجلّى في واقعة رفض سلطات شبوة الخاضعة لمليشيات الإخوان الإرهابية، الإفراج عن نائب مدير أمن المحافظة محمد الفيضي أبو أسام، المعتقل منذ ستة أشهر.
كشف ذلك مدير أمن محافظة لحج اللواء صالح السيد الذي قال إنّ مليشيا الإخوان تساوم للإفراج عن الفيضي، مقابل الإفراج عن إرهابيين محتجزين في أمن لحج.
وأضاف في كلمته، خلال اجتماع لسلطات محافظة لحج، إنّ قيادة أمن لحج طرقت كل الأبواب القانونية والقضائية للإفراج عن أبو أسام، مؤكدا أن محافظ شبوة ومدير أمنها رفضا الامتثال للقرارات القضائية.
وشدد على اعتزام أمن محافظة لحج اتخاذ إجراءات تصعيدية في حال استمر تعنت مليشيا الإخوان في محافظة شبوة، وعدم الإفراج عن الأسير أبو أسام.
يذكر أن مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية في شبوة، أسرت أبو أسام، في أحداث اغسطس الماضي.
وامتنعت المليشيات الإخوانية عن إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية منتصف يناير الماضي.
هذه المساومة الإخوانية تفضح الوجه الإرهابي للمليشيات الإخوانية، وأنّ هذا الفصيل يضم عناصر متطرفة، ما يستوجب ضرورة العمل على القضاء على هذا الفصيل.
وعلى مدار السنوات الماضية، أقدمت المليشيات الإخوانية على إنشاء كتائب مسلحة، في إطار مخطط أعدته دولتا قطر وتركيا من أجل تقوية نفوذ حزب الإصلاح وخدمة الأجندة الإخوانية التي تعادي المشروع القومي العربي.
هذه الكتائب المسلحة لا يستخدمها حزب الإصلاح في الحرب على المليشيات الحوثية، فهذا الفصيل الإخواني ارتمى في أحضان المليشيات الموالية لإيران وعمل على عرقلة سير الحرب على الحوثيين طوال السنوات الماضية.
كما أنّ حزب الإصلاح يستخدم مثل هذه الكتائب المسلحة في شن اعتداءات على الجنوب، بغية النيل من أمنه واستقراره، تأكيدًا على أنّ بوصلة الإخوان متوجهة نحو العاصمة عدن، ولا تهدف إلى تحرير صنعاء من قبل الحوثيين.
وشرعت مليشيا حزب الإصلاح منذ أشهر عدة في تأسيس قوات الحشد الشعبي، وجنّدت خمسة آلاف شخص بدعوى محاربة الحوثيين، مع أن المحاور التي تتواجد فيها هذه المليشيات الإخوانية توقفت فيها المواجهات منذ ما يزيد على العامين.
ويمكن القول إنّ الهدف غير المعلن لتأسيس هذه الكتائب هو استباق أي خطوة لإعادة هيكلة قوات الجيش وتنقيتها من الدخلاء، حتى يحتفظ "الإصلاح" بجناح مسلح خاص على غرار مليشيا الحوثي.
ورغم وجود أكثر من 35 ألف جندي مسجلين في سبعة من ألوية الجيش التي يقودها منتمون لجماعة الإخوان، إلا أنّها عجزت عن تحرير أجزاء المدينة الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي، التي لا يزيد عدد أفرادها المنتشرين في المحافظة على سبعة آلاف مسلح.
ومليشيا الحشد الشعبي الإخوانية تأسست سريًّا بدعم من دولة قطر، ومعسكراتهم التدريبية بمنطقة يفرس في مديرية جبل حبشي، ومعسكر 11 فبراير في جبل صبر ومعسكر الأصابح.
ويتم تجميع أفراد من ألوية الجيش منتمين للإخوان، وآخرين من أعضاء وأبناء قيادات التنظيم وحزب الإصلاح، ويرسلون معًا إلى المعسكرات الثلاثة بهدف إعادة تدريبهم عسكريًّا وعقائديًّا على يد ضباط إخوان، كما يتلقون دورات ثقافية دينية وحزبية.
والهدف من هذا التشكيل المليشياوي إحكام السيطرة العقائدية الإخوانية على ألوية الجيش (اللواء 22 ميكا، اللواء مشاة، اللواء 170 دفاع جوي، اللواء الرابع مشاة جبلي) الخاضعة لسيطرتهم، وبقية العناصر يتم تأطيرهم كمليشيات احتياطية.
ويخضع عناصر هذه المليشيات لتدريبات أمنية أكثر منها عسكرية (مداهمات، وتسلق مبانٍ، وإنقاذ، وحماية وتعقب شخصيات)، بالإضافة إلى دورات ثقافية (دينية، وحزبية) وأفلام وثائقية تمجد تضحيات تنظيم الإخوان، وتثني على دور قطر وتركيا.
وتشكيلات الحشد الشعبي تمول بسخاء من دولة قطر عبر حمود سعيد المخلافي، ويشرف عليها سياسيًا ضياء الحق الأهدل، وعسكريًّا العقيد عبده فرحان المخلافي، والمعروف بـ"سالم"، قائد الجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين في محافظتي تعز وإب.