مُسيّرات الفجر.. رسالة حوثية برفض هدنة كورونا الأممية
رسالة واضحة وجّهتها المليشيات الحوثية فجر اليوم الجمعة، برفضها وقف الحرب ورغبتها الحثيثة في إطالة أمد الأزمة، في وقت دعت فيه الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا المصنف دوليًّا بأنّه جائحة عالمية.
التحالف العربي أعلن اليوم الجمعة، أنّ قواته اعترضت ودمرت طائرات بدون طيار أطلقتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تجاه المملكة العربية السعودية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي قوله إنّ قوات التحالف تمكنت صباح اليوم الجمعة، من اعتراض وتدمير طائرات بدون طيار (مسيّرة) أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه الأعيان المدنية بمدينة (أبها) ومدينة (خميس مشيط).
الهجوم الحوثي يمثّل تصعيدًا من قِبل المليشيات الإرهابية ويحمل رسالة بأنها لن تنخرط في مسار السلام، بعدما دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار بسبب الخوف من تفشي وباء كورونا المستجد، المُصنّف عالميًّا بأنّه جائحة دولية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد دعا كافة الأطراف في اليمن إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية.
جوتيريش شدّد على ضرورة تركيز تلك الأطراف على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل قصارى جهدها لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس "كورونا".
وأكد أنه يجب على الأطراف العمل مع مبعوثه الخاص من أجل التوصل لخفض التصعيد على مستوى البلاد، وتحقيق تقدم في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية التي من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين.
التحالف العربي سريعًا ما أعلن الموافقة على الهدنة الأممية، وقال المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي إنّ قيادة التحالف تدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد و اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي.
وفي الجنوب، رحّبت الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
"الانتقالي" قال إنّ الدعوة تأكيد على أهمية مبادرة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في خطابه، يوم الأحد الماضي.
وأضافت أنّ مبادرة رئيس المجلس تضمّنت دعوة كافة القوى السياسية على اختلاف توجهاتها، إلى توحيد الجهود للتعاون والتكاتف لمواجهة هذا الوباء الخطير.
وفيما علقت الآمال على أن تكون هذه الدعوة بدايةً لوقف إطلاق النار في بلد مزقته الحرب على مدار ست سنوات، إلا أنّ المليشيات الحوثية أطلقت رصاصة أولى على هذه الدعوة الأممية.
ويعيش اليمن مأساة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، وثّقتها التقارير الدولية، إثر الجرائم الفادحة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب.
يشهد اليمن أكبر العمليات الطارئة التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في أي مكان بالعالم، وتستهدف توفير الغذاء لنحو 12 مليون شخص شهريًّا من الأكثر ضعفًا وتضررًا بانعدام الأمن الغذائي.
وقال البرنامج إنَّ هذا المستوى من الاستجابة حيوي لمنع انزلاق اليمن إلى هاوية المجاعة.
ويواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.
ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.
ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.