كورونا لن يُوقف جرائم الحوثي والشرعية في اليمن
رأي المشهد العربي
بالرغم من أن المليشيات الحوثية الإرهابية تعد أول من سارع بطلب وقف إطلاق النار في اليمن عبر تصريحات القيادي المدعو محمد علي الحوثي، والذي دعا إلى تدخل الأمم المتحدة لوقف المعارك، غير أنها أول من خرقت الجهود الدولية لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس كورونا.
وأعلن التحالف العربي فجر اليوم الجمعة اعتراض وتدمير طائرات مسيرة دون طيار أطلقها الحوثيون في اليمن على أهداف مدنية جنوبي السعودية، مما يبرهن على أن المليشيات مازالت تمارس مراوغاتها المعهودة أمام الرأي العام العالمي، بل أنها قد تستغل الهدنة حال حدوثها لتثبيت انتصاراتها العسكرية في نهم والجوف، وإعادة ترتيب صفوفها لخوض مواجهة عسكرية جديدة باتجاه محافظة مأرب.
وفي المقابل فإن الشرعية التي رحبت بوقف إطلاق النار بعد أن تلقت هزائم عدة على الجبهات خلال الأشهر الماضية واعتبرت أن الأمر فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، لكنها أيضاً لن تلتزم بأي قرارات دولية قد تدفع لوقف إطلاق النار، وذلك بعد أن استمرت في حشد عناصرها الإرهابية باتجاه محافظات الجنوب.
يبدو من الواضح أن الطرفين يريدا إيهام العالم بأنهما جادين لوقف إطلاق النار وأن الترحيب العلني بذلك لن يتخطى مسألة التصريحات التي تحاول أن تتعامل مع الضغوط الدولية التي تمارسها أطراف عدة لمواجهة انتشار الفيروس المستجد في البلاد.
هناك عدة أسباب تدفع الطرفين لعدم الالتزام بأي هدنة دولية، على رأسها طبيعة المليشيات والتي ترى أن وقف إطلاق النار بمثابة خسارة فادحة بالنسبة لها لأنها تخوض تلك المعارك بمقابل مادي تحصل عليه من الأطراف الإقليمية الداعمة لها، وطالما أن قطر وإيران وتركيا يمضون في طريق الإرهاب فإن عمل تلك المليشيات أي كان مسمياتها لن يتوقف.
وكذلك فإن التنظيمات الإرهابية بشكل عام تجيد استغلال الأوضاع التي تنتشر فيها الأمراض والأوبئة، والتي تنطوي على أوضاع داخلية فوضوية تجيد استغلالها جيداً لتوسيع نفوذها، وهو أمر تنتظره الشرعية بفارغ الصبر حتى تتمكن من اختراق الجنوب، غير أن الرئيس عيدروس الزُبيدي تنبه إلى الأمر مبكراً وأصدر حزمة من الإجراءات الحاسمة لمواجهة انتشار الفيروس.
وكذلك فإن الطرفين في أقصى درجات التعاون والتنسيق بينهما وبالتالي فإنهما ليسا في حاجة لوقف إطلاق النار في الوقت الحالي، وأن الهدف الأساسي للرعاة الإقليميين هو استمرار هذا التعاون لحين تحقيق أهداف كل طرف، وبالتالي فإن الهدنة قد تعرقل الأهداف المشتركة التي يجري التنسيق بشأنها منذ فترة طويلة.