الهجوم الحوثي على السعودية.. قراءة في الرسالة المسلحة وسياسة جريفيث الرخوة
حمل الهجوم الذي شنّته المليشيات الحوثية فجر اليوم الجمعة، واستهدف المملكة العربية السعودية، رسالة واضحة من هذا الفصيل الإرهابي بأنّه لن ينخرط أبدًا في مسار السلام.
التحالف العربي أعلن اليوم الجمعة، أنّ قواته اعترضت ودمرت طائرات بدون طيار أطلقتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تجاه المملكة العربية السعودية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي قوله إنّ قوات التحالف تمكنت صباح اليوم الجمعة، من اعتراض وتدمير طائرات بدون طيار (مسيّرة) أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه الأعيان المدنية بمدينة (أبها) ومدينة (خميس مشيط).
الهجوم الحوثي يأتي بُعيد دعوة وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لكافة الأطراف في اليمن إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية.
جوتيريش شدّد على ضرورة تركيز تلك الأطراف على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل قصارى جهدها لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس "كورونا".
وأكد أنه يجب على الأطراف العمل مع مبعوثه الخاص من أجل التوصل لخفض التصعيد على مستوى البلاد، وتحقيق تقدم في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية التي من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين.
وردًا على هذه الدعوة، سريعًا ما أعلن التحالف العربي الموافقة على الهدنة الأممية، وقال المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي إنّ قيادة التحالف تدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد و اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي.
وفي الجنوب، رحّبت الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
"الانتقالي" قال إنّ الدعوة تأكيد على أهمية مبادرة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في خطابه، يوم الأحد الماضي.
وأضافت أنّ مبادرة رئيس المجلس تضمّنت دعوة كافة القوى السياسية على اختلاف توجهاتها، إلى توحيد الجهود للتعاون والتكاتف لمواجهة هذا الوباء الخطير.
الهجوم الحوثي الذي وقع فجر اليوم الجمعة يمكن القول كذلك إنّه خيّب آمال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث الذي سرح شاردًا، وتوقّع نجاح الهدنة.
جريفيث أعرب عن تقديره للردود الإيجابية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وقال في بيان: "سعدت كثيرًا بالردود الإيجابية لنداء الأمين العام للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار".
ودعا جميع الأطراف إلى المشاركة في اجتماع عاجل لمناقشة سبل ترجمة الالتزامات التي قُطعت إلى واقع ملموس.
وأضاف: "أتوقع من الأطراف الالتزام بما صرحوا به وتغليب مصلحة الشعب اليمني على كل شئ".
وشدد على ضرورة أن "تشارك الأطراف في هذا الاجتماع بروح التعاون والاستعداد لتقديم التنازلات وترجمة الأقوال إلى أفعال".
ووجه حديثه إلى المواطنين، قائلا: "أما اليمنيون الذين نهضوا للدعوة للسلام خلال الأيام الماضية، فإليهم أقول: شكرًا لكم لدعواتكم ومناصرتكم".
لا يُفهم إلى أي سبب استند جريفيث في تلك الآمال العريضة التي رسمها بشأن نجاح دعوته لوقف إطلاق النار، ومن أين جاء بالثقة التي جعلته يتوقع نجاحًا والتزامًا بالهدنة.
ومنذ تعيينه مبعوثًا أمميًّا إلى اليمن، أظهر جريفيث ما يمكن اعتباره تراخيًّا كبيرًا في التعامل مع الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وإفشال هذا الفصيل الإرهابي لأي توجُّه نحو إحلال السلام.
وفيما دخلت الحرب عامها السادس، ومع بلوغ الأزمة الإنسانية حدًا أصبح من غير المقبول السكوت أمامه أكثر من ذلك، فإنّ الأمم المتحدة أصبحت مطالبة بالعمل فورًا على تغيير استراتيجيتها، لا سيّما فيما يتعلق بالضغط على المليشيات لإرغامها على السير في طريق السلام.