مؤامرة الشرعية الخبيثة.. خيانات على الجبهة وفسادٌ يملأ الخزائن
على مدار السنوات الماضية، كان النفوذ الإخواني في حكومة الشرعية هو السبب الرئيسي في تعقد الأزمة على الصعيدين السياسي والعسكري، لا سيّما فيما يتعلق بالحرب على المليشيات الحوثية.
ففي الوقت الذي كانت قدّمت فيه القوات الجنوبية بطولات ملهمة في مواجهة الحوثيين سواء في جبهات الجنوب أو حتى مكافحةً للمد الحوثي في الشمال، كان "إخوان الشرعية" عبر مليشياتهم الإرهابية يمارسون كثيرًا من الانبطاح أمام المليشيات.
كما أنّ حزب الإصلاح الذي تستّر وراء عباءة الشرعية بعدما سيطر على مفاصل حكومتها، أخذ في تعزيز تحالفه مع تنظيمات إرهابية من أجل تحقيق أهدافه وتعزيز نفوذه، وذلك من خلال التنسيق مع تنظيمي القاعدة وداعش واستقطب الكثير من عناصرهما إلى صفوفه.
وأكمل حزب الإصلاح خطته الشيطانية من خلال تحريك معسكرات الجيش لتوسيع نفوذه وتحريكه بالنحو الذي يضمن له تحقيق مصالحه في المقام الأول، بعيدًا عن الحرب على المليشيات الحوثية.
ومن خلال هذه السيطرة الإخوانية، فقد عمل حزب الإصلاح في مخطط شيطاني بعيد عن التحالف العربي، وتنفيذًا للأجندة القطرية والتركية المعادية للسعودية والإمارات.
وخلال الأشهر الماضية، مثّل الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية حجر عثرة أمام خطط التحالف العربي، حيث أقدم حزب الإصلاح على تسليم مواقع استراتيجية للمليشيات الحوثية.
"الشرعية" على الرغم من الدعم الكبير الذي حظيت به من قِبل التحالف العربي على مدار السنوات الماضية، إلا أنّها وجّهت له طعنة غادرة عبر تقاربها مع الحوثيين، في وقتٍ يفترض أن تقف فيه ضد هذه المليشيات الإرهابية لاستعادة أراضيها المغتصبة.
وجاهرت الشرعية بهذا العداء للتحالف العربي، وانخرطت في تنفيذ أجندة قطرية تركية تعادي التحالف بشكل واضح وصريح، قامت في المقام الأول على تمكين وتقوية النفوذ الإخواني على مختلف الأصعدة.
في الوقت نفسه، فإنّ حكومة الشرعية تقف حجر عثرة أمام الحل السياسي المتمثل في اتفاق الرياض، بسبب الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية لبنود الاتفاق الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي، بغية ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
عداء الشرعية للتحالف تجلّى أيضًا في اهتمام تركيا بوضع اليمن على خارطة تدخلاتها في الإقليم، حيث تلوّح قيادات إخوانية مرتبطة بأنقرة بفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل التركي في اليمن.
ويرصد متابعون ارتفاعًا ملحوظًا بمستوى تدخل تركيا في اليمن بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وقياداته المتواجدين في اسطنبول، باستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
ويمكن القول إنّ النظام التركي ما زال يتلمس طريقه نحو الملف اليمني، ويعزز تواجده السياسي والإعلامي والاستخباري في الساحة اليمنية، انتظارا للتحولات التي قد يشهدها اليمن.
وضمن المؤامرة التي تعادي التحالف، تواجد ضباط استخبارات أتراك في محافظتي مأرب وشبوة، في إطار بحث أنقرة عن نفوذ في المنطقة عبر التمركز في الصومال وإثارة قلاقل في سقطرى.
يضاف إلى ذلك آلة فساد ضخمة اتسم بها "إخوان الشرعية" الذين عملوا على تكوين ثروات ضخمة، على النحو الذي ضاعف من مأساة اليمن الإنسانية، المصنفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
يتفق مع ذلك الخبير العسكري والاستراتيجي الإماراتي خلفان الكعبي، الذي شنّ هجومًا عنيفًا على حكومة الشرعية وحزب الإصلاح الإخواني.
الكعبي قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "رجال وأبطال الجنوب وقيادة التحالف بقيادة الإمارات حرروا الجنوب والساحل الغربي وبعض مديريات الشمال والمجلس الانتقالي يكمل المسيرة".
وأضاف: "الشرعية وجيشها الوطني وحزب الخزي الإصلاح لم يحرروا شيئا ولم يتمكنوا من المحافظة على ما أنجز، الشرعية إن أزالت المفسدين والطائفيين سُيعد ذلك انجازاً".