كورونا والتداعيات المدمرة.. خطرٌ لن يتحمله اليمن

الخميس 16 إبريل 2020 21:21:00
testus -US

تتواصل التحذيرات على مختلف الأصعدة من الخطر الذي يحمله فيروس كورونا المستجد في ظل انهيار الوضع الصحي والإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.

وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من تداعيات مدمرة لتفشي فيروس كورونا في اليمن، ونبّهت إلى تهديد الشرق الأوسط بتفجير اضطرابات اجتماعية واقتصادية، وتدمير حياة ملايين الأشخاص.

ودعت اللجنة، إلى الاستعداد لتداعيات مدمرة محتملة وزلزال اجتماعي واقتصادي، ورأت أنّ حظر التجول وإجراءات العزل لكبح انتشار الفيروس تجعل من الصعب على الكثيرين توفير سبل العيش لأسرهم.

وكثرت التحذيرات من خطورة فيروس "كورونا" الجديد على اليمن والكارثة التي يواجهها السكان، حيث لا يمكن للوضع الصحي والتجهيزات الحالية مواجهة تداعيات الفيروس، فضلًا عن خطورة الحجر الصحي الذي أقامته مليشيا الحوثي في البيضاء وبخاصةً أنّه يهدد حياة المئات من المسافرين.

وفيما تواصل المليشيات الحوثية جرائمها في عدة محافظات بحجة إجراءات احترازية لمنع تفشي كورونا، فهناك كارثة حقيقية بسبب هول ما تخفيه مليشيا الحوثي في مجال الصحة المنكوبة.

ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وسط مخاوف جمة بشأن وصول فيروس كورونا المستجد إلى مناطقهم في ظل بيئة صحية شديدة التردي.

ورصدت مصادر إعلامية عن حالة من التخوُّف انتابت السكان من وصول الوباء الخطير إلى مناطقهم، كونهم مروا بتجارب مريرة وأوضاع قاسية في ظل قبضة وحكم الميليشيات الحوثية التي لا تأبه لصحة وحياة السكان كما تدعي، بل تكرس جلّ جهدها وطاقتها لابتزازهم ونهب مدخراتهم لصالح المجهود الحربي.

وباء كورونا الذي أرعب العالم، أكَّدت قيادات المليشيات في حكومتها "غير المعترف بها" أنَّ تفشيه لا يعنيها، وقد تمّ التعبير عن ذلك على لسان رئيس حكومة المليشيات عبد العزيز بن حبتور: "العالم يهرب من التجمعات اليوم هربًا من فيروس كورونا، وشعبنا اليمني ليس لديه شيء يخسره، فقد متنا من الكوليرا والدفتيريا وفيروسات كثيرة، والعالم لم يتحدث عن هذا الأمر، ومن الطبيعي أن يموت هؤلاء اليمنيون".

حملت تصريحات "بن حبتور" اعترافًا حوثيًّا مفضوحًا بأنّ تفشي وباء كورونا أمرٌ لا يشغلها على الإطلاق، لكنّ الأهم في مقابل ذلك هو الحصول على دعم أكثر عددٍ من المدنيين للزج بهم إلى الجبهات.

كما أنّ الإجراءات التي اتخذتها المليشيات الحوثية على مضض للوقاية من تفشي كورونا هي عبارة عن إجراءات شكلية ليس لها أي أثر أو وجود على أرض الواقع.

وتحاول المليشيات أن تظهر للعالم عبر وسائل إعلامها وعبر بعض القرارات والخطوات التي اتخذتها، أنها تحرص على صحة وحياة السكان في مناطق سيطرتها، على الرغم من عملها على تفشي الكثير من الأمراض.

ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، شهدت المناطق الخاضعة لقبضة المليشيات تفشيًّا مخيفًا لعددٍ من الأمراض المستعصية والأوبئة مثل الدفتيريا والكوليرا وحمى الضنك وإنفلونزا الخنازير.

في الوقت نفسه، تواصل المليشيات العمل على التدمير الممنهج من قبل الحوثيين للقطاع الصحي، ونهب المساعدات الإغاثية الطبية المقدمة من المنظمات الدولية.

وغرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض القاتلة، كما عملت على استهداف المستشفيات وعرقلة عملها سواء بتعريض حياة كوادرها للخطر أو قصفها لإخراجها عن العمل، فضلًا عن سرقة الأدوية المخصصة لعلاج المرضى.