مأساة نازحي مأرب.. أجساد تدفع ثمن خذلان الشرعية

الأربعاء 7 أكتوبر 2020 21:27:00
testus -US

بعدما مارست حكومة الشرعية خيانة عسكرية غير مستغربة في محافظة مأرب، قامت على تسليم عدد من المناطق للحوثيين، جاء موعد أن يدفع السكان ثمن هذه الخيانة عبر واقع حياتي قاتم تُعبِّر عنه موجات النزوح.

المنظمة الدولية للهجرة حذّرت من أنّ هناك كارثة تلوح في محافظة مأرب، وقالت إنَّ الصراع في المحافظة يدخل شهره العاشر، مشيرةً إلى أنّ أكثر من 90 ألف شخص نزحوا في مأرب مع مطلع العام الجاري.

وكشفت المنظمة الدولية أنّ الرقم يمثل أكثر من نصف حالات النزوح المرتبطة بالنزاع في اليمن، محذرة من أنّ الوضع على وشك أن يصبح أكثر سوءا، ونبهت بأنّ الخيار أمام النازحين من أعمال العنف يتمثل في اللجوء إلى مخيمات مكتظة في مدينة مأرب ومحيطها.

هذا التحذير الدولي يمكن القول إنّه يعبّر عن فاتورة لكلفة باهظة يتكبّدها السكان سواء من جرّاء الإرهاب الذي يمارسه الحوثيون، بعدما أفسحت المجال أمامه حكومة الشرعية بسبب خيانتها العسكرية هناك.

الشرعية كانت قد أقدمت قبل أسابيع على تسليم عدة مناطق من محافظة مأرب لسيطرة الحوثيين، ضمن حلقات مسلسل تآمرها مع الحوثيين وعلاقاتها الخبيثة والمشبوهة مع المليشيات الموالية لإيران.

وتعاملت الشرعية بنوعٍ من الفتور يصل لدرجة الخذلان بالقبائل هناك، على النحو الذي أفسح المجال أمام الحوثيين لفرض هيمنتهم الغاشمة على عدة مناطق بالمحافظة، ضمن سياسة خبيثة من الحكومة المخترقة إخوانيًّا لم تعد مستغربة بأي حالٍ من الأحوال، في ظل معاداة الشرعية للتحالف العربي الذي تكبّد بدوره تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا طوال الفترة الماضية.

التمدّد الحوثي في مأرب في ظل الخيانة الإخوانية الخبيثة يمكن القول إنّه أمرٌ شديد الفظاعة يكبّد السكان كلفة باهظة للغاية، لا سيّما أنّ أي منطقة تخضع لهيمنة هذا الفصيل الإرهابي تدفع ثمن صناعة فوضى معيشية تتفشّى على صعيد واسع.

ويبدو أنّ المجتمع الدولي سيكون مطالبًا بمواجهة تحدٍ شديد الصعوبة فيما يتعلق بمواجهة موجات نزوح كبيرة للغاية، تتزايد فيها الأعباء على النازحين في ظل غياب الظروف الآدمية التي تمكّنهم من الحياة في مخيمات لا آدمية.

وما يضاعف من هذه المأساة هو أنّ مثل هذه المخيمات ربما تكون طريقًا سهلا يعرف من خلاله فيروس كورونا طريقه نحو مزيدٍ من التفشي القاتل، على النحو الذي يُشكّل كابوسًا مرعبًا للسكان ليل نهار.