دبلوماسية الانتقالي تحبط محاولات تنصل الشرعية من اتفاق الرياض
كثّف المجلس الانتقالي الجنوبي من تحركاته الدبلوماسية لإحباط محاولات تنصل الشرعية من اتفاق الرياض، بعد أن سلم المجلس خطط إعادة التموضع العسكري ولم يبق سوى تنفيذ بنود الاتفاق السياسي والشروع في تنفيذ البنود العسكرية في نفس الوقت، وهو ما يشي بأن المجلس ماضٍ في طريقه لسد الثغرات التي من الممكن أن تنفذ منها الشرعية للتهرب من الاتفاق.
شهدت الأيام الماضية جملة من اللقاءات الهامة التي عقدها قيادات المجلس الانتقالي مع سفراء الدول الأجنبية والتي من الممكن أن يكون لها أدوار فاعلة للمزيد من الضغط على الشرعية، وكذلك التقى فريق التنسيق السعودي لتنفيذ اتفاق الرياض، وبدا المجلس مُصرا على تنفيذ الاتفاق والمضي قدما باتجاه إنزال بنوده على أرض الواقع بعد أن بذل جهودا فاعلة منذ أن وقع على الاتفاق قبل عام تقريبا.
يرى مراقبون أن جهود المجلس تستهدف بالأساس إزاحة خطر القوى الإقليمية المعادية التي تستهدف احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته، ومن ثم تأمين الأمن القومي العربي الذي سيكون مهددا بدرجة كبيرة إذا فشل الاتفاق، لأنه سيكون من نتائج هذا الفشل الانخراط في صراعات عسكرية طويلة المدى مع المليشيات الإرهابية التي تأويها وتدفع بها الشرعية إلى المحافظات الجنوبية.
يوظف المجلس الانتقالي الخبرات الدبلوماسية التي اكتسبها طيلة الفترة الماضية، وكذلك الثقل السياسي الذي استطاع تحقيقه على المستوى الدولي بعد أن أبدى التزاما بتنفيذ الاتفاق وبعد أن حقق جملة من الانتصارات السياسية والعسكرية على الأرض، وهو ما يجعل قيادته مؤهلة لإقناع الأطراف الدولية بالتدخل لدفع جمود الاتفاق.
وبحث عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي، ونائب السفير الألماني القائم بأعمال السفير يان كرواسر، اليوم الأحد، آلية تنفيذ اتفاق الرياض ومستوى التقدم المحرز في المباحثات ذات الصلة.
وأكدا على ضرورة دعم جهود التسريع التي تقودها المملكة العربية السعودية في تنفيذ الاتفاق، لما لذلك من أهمية على مسار العملية السياسية الشاملة ومردودها على الوضع الأمني والسياسي والخدماتي والمعيشي.
وشدد الخبجي على أن المجلس الانتقالي حريص على التنفيذ الفعال لاتفاق الرياض وآلية تسريعه، مبينًا أن وفد المجلس زود الدول الراعية للاتفاق بكافة الخطط والتصورات والبيانات المطلوبة لتشكيل الحكومة، والفصل بين القوات في أبين ونقلها إلى الجبهات، ونقل القوات العسكرية إلى خارج العاصمة عدن.
وأشاد بالدور الذي تبذله دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، لتنفيذ الاتفاق وإحلال الأمن والاستقرار والسكينة العامة، وتوحيد الجهود في صف المشروع العربي المشترك لمواجهة القوى المعادية وامتداداتها المحلية.
فيما التقى رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء أحمد سعيد بن بريك، بقائد قوات التحالف العربي بالعاصمة عدن نايف العتيبي، وفريق التنسيق السعودي لتنفيذ اتفاق الرياض برئاسة اللواء محمد الربيعي، في مقر قيادة التحالف العربي بالعاصمة، وذلك في حضور أحمد حامد لملس محافظ عدن.
وثمّن بن بريك دور السعودية في مواجهة مشاريع إيران التوسعية عبر ذراعها جماعة الحوثي، مؤكدًا أن المملكة هي العمق الاستراتيجي للجنوب.
وخلال اللقاء، استعرض "بن بريك" و"لملس" جهود المجلس الانتقالي في تنفيذ اتفاق الرياض وآلية تسريعه، كما استعرضا استيفاء المجلس تسليم الخطط المطلوبة لتنفيذ الآلية المتفق عليها، بما فيها الفصل بين القوات في محافظة أبين ونقلها إلى الجبهات، وكذلك نقل القوات العسكرية إلى خارج العاصمة عدن.
فيما أشار محافظ عدن إلى نجاحهم في عودة واجهة عدن الحضارية من خلال رفع المظاهر والنقاط العسكرية من بعض مناطق العاصمة، فضلًا عن استقرار الخدمات الضرورية والمهمة المرتبطة بحياة المواطن بشكل عام.