الانتقالي يدشن مرحلة جديدة من العلاقات الخارجية

الاثنين 1 فبراير 2021 18:01:00
testus -US

رأي المشهد العربي

بعد أن حقق المجلس الانتقالي الجنوبي نجاحات دبلوماسية عدة، كللها بالمشاركة في حكومة المناصفة وتنفيذ الجزء الأكبر من اتفاق الرياض على الأرض، يبدو واضحًا أن اتجاهه سيكون الفترة المقبلة من خلال تدعيم العلاقات الخارجية التي تساعده بالحفاظ على تلك المكتسبات وما يدعم خدمة القضية الجنوبية، وصولًا إلى استعادة الدولة.

على مدار العام الماضي التقى الرئيس عيدروس الزُبيدي بالعديد من السفراء والدبلوماسيين من بلدان مختلفة، وكان لتلك اللقاءات دور مهم في الدعم الإقليمي والدولي لاتفاق الرياض، وأثر فاعل في تعريف المجتمع الدولي بالقضية الجنوبية وإعادة طرحها مرة أخرى على طاولة المباحثات الدولية.

لدى المجلس الانتقالي الجنوبي علاقات خارجية متوازنة مع عدد من القوى الإقليمية الكبرى مثل بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة إلى جانب علاقات عربية وطيدة مع دول التحالف العربي، وهو ما يضمن تأييدًا ودعمًا دوليًا للقضية الجنوبية، وسيكون الأمر بحاجة إلى مزيد من شرح وجهة النظر الجنوبية بشأن حل الأزمة الراهنة وهو ما يقوم به الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خلال زيارته الحالية إلى روسيا.

استطاع المجلس الانتقالي أن يفرض نفسه طرفًا أساسيًا في الأزمة اليمنية ولا يمكن تجاوزه في أي محاولة نحو الحل وهو ما يفسر الاهتمام الروسي بالزيارة التي جاءت بدعوة رسمية من قبل الحكومة الروسية، وينعكس ذلك أيضًا على جدول أعمال الزيارة التي سوف تشمل لقاء وفد المجلس الانتقالي بعدد من المسؤولين الروس في الحكومة والبرلمان لبحث جملة من الملفات.

يمكن القول بأن الزيارة الحالية إلى موسكو هي بمثابة تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات الخارجية التي سيكون الانتقالي أكثر حرصًا عليها خلال الفترة المقبلة في ظل حاجته إلى مواقف داعمة لاستعادة دولة الجنوب من قبل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب سعيه إلى حشد عربي يساعد أبناء الجنوب في استعادة دولتهم.

سيكون على البعثات الشعبية والدبلوماسية للمجلس الانتقالي في عدد من البلدان العربية والغربية دور مهم في نقل حقيقة ما يجري على أرض الواقع، وفضح ممارسات مليشيات الإخوان الإرهابية وكذلك العناصر المدعومة من إيران، والأهم من ذلك كشف الضرر الواقع على الجنوب منذ التسعينيات بفعل الجرائم التي مارسها الاحتلال اليمني.

المرحلة الجديدة من العلاقات الخارجية للانتقالي من المتوقع أن تركز على خطوات استعادة الدولة ودعم دور الجنوب في أي حلول سياسية شاملة للأزمة اليمنية، إلى جانب تعريف العالم بتوجهات دولة الجنوب المستقبلية وأهميتها في حفظ الأمن والسلام الإقليميين تحديدًا في خليج عدن والبحر الأحمر.