تحركات المليشيات في صنعاء.. لماذا تسلّل الرعب إلى صدور الحوثيين؟

السبت 13 فبراير 2021 13:12:11
testus -US

"يبدو أنّ الهواء الذي يتنفسه الحوثيون في صنعاء غير طبيعي، لكنه مصحوبٌ بقدرٍ كبير من الخوف الذي يتسلّل إلى صدور عناصر المليشيات، بما قد يحدث لهم بين لحظة وأخرى".

الحديث عن مخاوف مرعبة تنتاب المعكسر الحوثي في هذه الآونة من جرّاء تعرّض المليشيات لهجمات ربما تكون فتاكة ومزلزلة لاستقرار هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.

وتعبيرًا عن ذلك، فقد أصدرت مليشيا الحوثي تعليمات سرية إلى قواتها الأمنية تحذر من هجمات ضد منشآت ومواقع تابعة لها في صنعاء.

"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنَّ جهاز المخابرات التابع للمليشيات الحوثية الإرهابية أصدر تعليمات إلى عناصرهم وفصائلهم الأمنية برفع اليقظة تحسبًا لهجمات مما قالت عنه خلايا نائمة.

وبحسب المصدر، فقد طالبت مليشيا الحوثي بتعزيز العمل الأمني من خلال تكثيف النقاط وعمليات التفتيش في النقاط الرئيسية، ونشر العناصر السرية في شوارع وأحياء صنعاء.

وتتخوّف مليشيا الحوثي، والكلام للمصدر، من اختراقات أمنية في مناطقهم، في ظل تصاعد السخط الشعبي ضدها.

الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون في هذا الصدد ليست بالجديدة، ففي كثيرٍ من الأحيان عملت المليشيات الموالية لإيران على اتخاذ مثل هذه التحركات من عمليات انتشار في شوارع وأحياء صنعاء خصوصا خلال الليل.

الرعب الذي يعيشه الحوثيون، والذي تفاقم بشكل ملحوظ خلال الفترة القليلة الماضية، قد يكون راجعًا إلى عدة عوامل، فمن جانب تتخوّف المليشيات بشكل كبير من تفاقم صراعات الأجنحة التي ضربت هذا المعسكر على نحو متصاعد طوال الفترة الماضية.

واشتعلت صراعات الأجنحة في إطار تسابق عناصر الحوثي نحو كسب الأموال والنفوذ، وهي أزمة هزّت معسكر المليشيات بشكل واسع النطاق طوال الفترة الماضية، بعدما وصل الأمر إلى حد الاقتتال المسلح وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح.

سببٌ آخر قد يكون هو الذي جعل الرعب يعرف الطريق إلى صدور الحوثيين، وهو أنّ المليشيات ربما تتخوف من غضبة شعبية عارمة بالنظر إلى حجم الأزمة الإنسانية المرعبة التي يعاني منها السكان في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية.

ويعاني السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من أزمات معيشية مرعبة تتضمّن تفشيًّا قاتمًا للجوع والأوبئة والفقر، بما نهش في عظام قطاعات عريضة من البشر هناك.

استنادًا إلى ذلك، هناك تخوفات حوثية من أن تتحوّل أوجاع السكان إلى أعمال هجومية تهز معسكر المليشيات بشكل كامل، وتستهدف أوضاعها الأمنية.