الانتقالي يمد يده إلى السلام مجددا
رأي المشهد العربي
غادر وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس الأحد، متجها إلى المملكة العربية السعودية تلبيةً للدعوة الرسمية التي وجهتها قيادة المملكة لاستئناف مباحثات تنفيذ اتفاق الرياض، في الوقت الذي تقوم فيه الشرعية الإخوانية بحشد مليشياتها الإرهابية باتجاه محافظات الجنوب لبعثرة أوراق الاتفاق، وسد المنافذ أمام أي فرصة من الممكن أن تشكل مدخلا لتصويب سلاحها، ومن ثم إنهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.
يمد الانتقالي يده إلى السلام مجددا بالرغم من الانتهاكات المتتالية من جانب الشرعية الإخوانية للاتفاق على مدار الأشهر الماضية، بدءا من إصدار قرارات رئاسية خالفت الاتفاق وتعدت عليه ومرورا بالتصعيد العسكري المستمر وتوالي عمليات الزج بالعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة من الشمال إلى محافظات الجنوب، وتجميد عمل الحكومة وتحريضها على عدم القيام بمهامها، وشن حرب خدمات غير مسبوقة بحق أبناء الجنوب.
يذهب المجلس الانتقالي إلى الرياض حاملا نوايا سليمة ورغبة في استكمال بنود الاتفاق وإصلاح الأخطاء التي تسببت فيها الشرعية الإخوانية طيلة الأشهر الماضية وفي القلب منها عودة الحكومة إلى العاصمة عدن من جديد لأداء عملها، يؤكد الانتقالي في كافة المناسبات على أن اتفاق الرياض هو المسار الأفضل للوصول إلى سلام وإنهاء حالة الحرب باعتباره مقدمة لحل القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب التي تؤسس إلى سلام شامل.
لم يتردد الانتقالي في أي مرة جرى فيها توجيه الدعوة له من أجل المشاركة في مفاوضات سياسية حتى وإن كانت مع طرف محتل ويسعى للهيمنة على المقدرات الجنوبية، ودائما ما يضع الأمن القومي العربي نصب عينه وهو يبحث عن تحقيق الاستقرار في الجنوب ويسعى لاستعادة دولته كاملة السيادة، بل يشكل جناحا مساهما في جهود التحالف العربي نحو حصار المليشيات الحوثية وتقويض إرهابها بتأمينه جبهة الجنوب ومنع محاولات الحوثي اختراق الضالع.
يحرص الانتقالي على إنجاح اتفاق الرياض وهو أمر أكد عليه الرئيس عيدروس الزُبيدي خلال لقائه الوفد المفاوض قبل مغادرته العاصمة عدن، كما أنه يحرص أيضا على تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب وتحسين الواقع المعيشي للمواطنين بعد أن تعرض الجنوب لموجات إرهابية غادرة من الشرعية الإخوانية خلال الفترة الماضية، ويخوض المباحثات على تلك الأسس التي بالطبع تلقى قبولا لدى التحالف العربي الساعي لتوحيد الجهود للضغط على المليشيات الحوثية وإرغامها على الجلوس على طاولة المفاوضات.