الشرعية في المصيدة

الأربعاء 23 فبراير 2022 18:03:09
testus -US

رأي المشهد العربي

حشرت الشرعية الإخوانية نفسها بين بوتقة من الضغوط غير المسبوقة بعدما زجت بنفسها في عملية عسكرية لم تكن مختلفة عن سابقتها فيما يخص الانبطاح أمام المليشيات الحوثية.

الشرعية زعمت إطلاق عملية عسكرية في جبهة حرض بإدعاء العمل على تحريرها من قبضة المليشيات الحوثية الإرهابية.

توقيت العملية المزعومة لم يكن عشوائيا لكن أعقبه انتصارات ساحقة حققتها قوات العمالقة الجنوبية في محافظة شبوة والتي أسفرت عن تحرير مديريات العين وبيحان وعسيلان من قبضة المليشيات الحوثية.

أرادت الشرعية الإخوانية حفظ ماء وجهها بزعم قتالها ضد الحوثيين، لكنها حقيقة الميدان كانت فاضحة، فإقدام الشرعية على التخادم مع الحوثيين هناك للحد الذي وصل إلى تسليم أسلحة ثقيلة للمليشيات والعزوف عن مواجهتها بعث بدلالة كبيرة على أن الشرعية لن تنخرط أبدا في إطار هذه المواجهة العسكرية.

من المنطقي أن تعقد المقارنة بين ما حققته القوات المسلحة الجنوبية من انتصارات ملهمة ضد الحوثيين بأقل الإمكانيات، في المقابل، كانت كل الإمكانيات مسخرة أمام الشرعية الإخوانية ليس فقط على صعيد الإمكانيات التي تملكها والتي يفترض توظيفها في محاربة المليشيات لكن أيضا من خلال حجم الإسناد الذي قدمه التحالف العربي والذي لم يقتصر على الدعم العسكري.

عندما يعقد التحالف هذه المقارنة، سيجد أن الدعم الهائل الذي يقدمه للشرعية الإخوانية إنما يذهب سدى بفعل الانبطاح الذي تمارسه الشرعية أمام الحوثيين.

يشكل التحالف العربي من خلال هذه المقارنة حقيقة أن الجنوب هو الحليف الحقيقي والموثوق فيه الذي يستلزم دعمه بكل الصور الممكنة لحسم الحرب على المليشيات الحوثية في أسرع وقت ممكن، باعتبار أن كبح إرهاب المليشيات هو الهدف الرئيسي للتحالف، والذي يدعم الشرعية من أجله في الأساس.

هذه القناعة قد تدفع إلى تغييرات شاملة على الصعيدين السياسي والعسكري في الفترة المقبلة بما يمثل دفعة قوية نحو إزاحة نفوذ حزب الإصلاح وكسر هيمنته على معسكر الشرعية.

تحقُّق هذا الأمر يعني بوضوح أن الشرعية ستكون قد فجرت نفسها بنفسها، بعدما مزقت ورقة التوت التي كانت تحفظ لها نفوذا عسكرية وسياسية تبرر لها وجودا على الأرض، متسترة وراء غطاء الحرب المزعومة على المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.