واقع جديد فرضه الجنوب

الخميس 24 فبراير 2022 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي، في غضون فترة زمنية ليست بالطويلة، فرض واقع جديد لمسار القضية الجنوبية سيدحر المؤامرة اليمنية ضد الجنوب.

الواقع الذي فرضه الجنوب بالمشهدين السياسي والعسكري بعدما حقق على مدار الفترات الماضية انتصارات ملحمية في كل المحافل، بما رسخ حضورا قويا وفاعلا على الأرض.

نجاحات الجنوب كذلك أظهرت حجم الفساد الذي تمارسه الشرعية، وأن دوافع سياساتها العبثية تقوم على مساع لتحقيق مصالح مالية مشبوهة لتكوين ثروات ضخمة دون أن تولي للحرب على الحوثيين أي اهتمام بدليل حجم التخادم العسكري الذي يجمعها بالحوثيين.

هذا الواقع الذي صنعه الجنوب يقود إلى تغييرات شاملة في المشهد، في ظل المعلومات المتواترة عن إزاحة قريبة للقيادات الإخوانية الفاسدة بما في ذلك الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر، إذ تقول المعلومات إن قرار إعادة هيكلة الشرعية تم الاستقرار عليه بالفعل بينما سيتم إعلانه في الوقت المناسب.

المضي قدما نحو تنفيذ هذا المسار سيكون الدافع الأكبر نحو إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح لا سيما ما يتعلق بالأوضاع العسكرية وحتمية ضبط توجيه عناصر الشرعية صوب جبهات المواجهات مع المليشيات الحوثية، وهو أمر لن يتحقق من دون ضغط يشكله التحالف العربي يقود إلى هيكلة شاملة لمفاصل الشرعية.

الفضل في تحقق سيناريو كهذا سيعود للجنوب بعدما ساهمت نجاحاته السياسية والعسكرية في تعرية الشرعية الإخوانية وإظهار حجم تآمرها وفسادها وتخادمها مع المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.

ولعل الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات العمالقة الجنوبية كانت عنصر الحسم الذي قلب الموازين وغيّر المعطيات، بعدما تيقن للجميع أن القضاء على المليشيات الحوثية يظل ممكنا لكن شريطة استباق ذلك بمواجهة نفوذ الإخوان المتوغل في معسكر الشرعية كالسرطان الخبيث.