على هامش الدراسة الروسية للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك
عادل العبيدي
عند بداية مطالب جمهوريتي دونيتسك ولو غانيسك المجتمع الدولي الاعتراف باستقلالهما ، لم تعير روسيا طلبهما أي أهمية حينها ، غير مكترثة أن التعجيل في تحقيق ذلك الطلب في اعتراف روسيا باستقلال هاتين الجمهوريتين يصب في مصلحة حماية الأمن القومي الروسي ، تاركة شعبي هاتين الجمهوريتين يعانيان ويلات الظلم والاضطهاد والعدوان المستمر من قبل أوكرانيا التي حاولت أبقائهما تحت هيمنتها بقوة السلاح .
ومع هذا هاهي روسيا الاتحادية تتدارك أمر أهمال طلب دونيتسك ولوغانسك وتعلنها مدوية أمام العالم أجمع أنها في حالة تدارس طلب هاتين الجمهوريتين ، والذي يبدو أنها على وشك الاعتراف باستقلالهما قبل أن يصل الخطر الأمريكي الأوربي إلى عقر دارها أذا ماتمت الموافقة على أنضمام أوكرانيا إلى عضوية حلف الناتو .
هذا الموقف الروسي المتدارك نفسه في اللحظات الأخيرة أمام طلب دونيتسك ولوغانسك يذكرنا بمطالب الشعب الجنوبي للسعودية وكل دول الخليج الاعتراف باستعادة الدولة الجنوبية التي ومن خلال الاستعجال في الاعتراف باستعادتها كانت ستتمكن جميع دول الخليج والمنطقة العربية برمتها من حماية أمن كل منهما مستقلة وحماية الأمن القومي العربي مجتمعة من الخطر الإيراني .
إلا أن دول الخليج وبسبب أهمالها هذا الطلب الشعبي الجنوبي حينها والذي خرج في أكثر من عشر تظاهرات مليونية يطالب بها جميع دول العالم الاعتراف باستعادة دولتهم المستقلة ، ويحذرون من خطر نظام عفاش على الأمن القومي الوطني العربي ، هاهم اليوم قد التمسوا بعض من خطر الشعار الشمالي ” الوحدة أو الموت ” الذي أوصل خطر الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية الإيرانية إلى عقر ديارهم .
الخليجيون وكل دول الإقليم والعالم يعرفون أن الخطر الحوثي الإيراني لم يكن لولا مساعدة نظام عفاش وكذلك حزب الإصلاح الإخواني في تمكين الحوثيين من السيطرة على كل اليمن شماله وجنوبه ، ولولا فضل الله ثم الجنوبيين الذين أبدوا تضحيات جسام حتى طرد الحوثيين من على كل محافظات الجنوب لكان الحوثيين مازالوا معشعشين في بسط سيطرتهم على كل البلاد .
على جميع دول الخليج ودول المنطقة العربية برمتها أن تتدارك نفسها في حماية أمنها وأمن المنطقة ككل وذلك بالاستعجال في الاعتراف باستعادة دولة الجنوب المستقلة ، قبل أن يحلق الخطر الحوثي الإيراني مجددا الذي سيكون هذه المرة علنا بتكاثف وتوحد جميع قوى الشمال الحوثية و العفاشية والإخوانية .