محاور اتجاهات البيان الاستثنائي للانتقالي

كل الذي جاء في فقرات البيان الاستثنائي الأخير لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد الرئيس عيدروس الزُبيدي ، هي تكرار لكثير من المطالبات والدعوات في بياناته السابقة ، هناك من يعتقد أن هذا التكرار يدل على حالة الضعف التي يعيشها الانتقالي ، على العكس فأن هذا التكرار يدل على سمو الانتقالي الجنوبي في شدة تمسكه الثابت على المبادئ التي ومن أجل تحقيقها كانت سياسته المنتهجة التي سار عليها منذو تأسيسه إلى لحظة الخروج بهذا البيان الاستثنائي ، التي لامراوغة ولا كذب ولادجل ولا تزييف فيها ، وفي نفس الوقت لايقبل أن يدجل أو يكذب أو يزيف عليه ، صحيح أن الطرف الآخر في ماتسمى الشرعية اليمنية وعبر تماديها السخيف قد مارست كل تلك الأساليب المنبوذة بين المتعاهدين إلا أن الانتقالي كان يدركها ، وتم كشفها و فضحها في الكثير من مواجهاته المتعددة معها ، في بياناته السياسية وأدواته الإعلامية وفي مواجهاته العسكرية .

من المحاور التي قصد الانتقالي الاتجاه إليها في بيانه الاستثنائي الأخير

الاتجاه نحو محور إيقاف الحرب وإحلال السلام النابع من حرص الانتقالي الجنوبي على أن يسود المنطقة العربية سلام شامل بعد إيقاف الحرب فيها ، الذي لايكون إلا بالحل الجذري لكافة قضاياها ، وعلى رأسها حل القضية الجنوبية باستعادة الدولة الجنوبية والاعتراف بها ، حيث وبعد ترحيب الانتقالي بالمبعوث الأمريكي لليمن أكد على دعمه لكافة الجهود الرامية إلى إيقاف الحرب وإحلال السلام .

الاتجاه نحو محور تنفيذ اتفاق الرياض ،

حيث وفي بيانه الاستثنائي. أكد الانتقالي الجنوبي عن جاهزيته ودعواته المتكررة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض نحو هزيمة الحوثيين وإصلاح الأوضاع الإدارية والخدمية والأمنية في محافظات الجنوب المحررة ، إلا أن طرف الإخوان المسلمين قابل تلك الجاهزية بمزيد من التعنت والرفض ، واختلاق معارك جانبية ، واستمرار المضي في تسليم المناطق للميليشيات الحوثية ، وكذلك إصرار هذا الطرف على التعطيل المتعمد من خلال إصدار قرارات تعيين أحادية غير توافقية بين طرفي الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية .

محذرا من استمرار تعطيل استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض ، الذي كان الطرف الآخر المتمثل بشرعية الإخوان هم السبب الأكبر والرئيسي في تعمد إفتعال هذا التعطيل المتواصل ، محملا هذا الطرف المعطل والمعرقل المسؤولية الكاملة عن التدهور المتسارع في الأوضاع الإقتصادية والخدمية والمعيشية على نحو كارثي يهدد حياة المواطنيين الجنوبيين ، وأيضا عودة الإغتيالات والتفجيرات في محافظات الجنوب .

محور الاتجاه نحو اتخاذ إجراءات انتقالية أحادية ،

حيث تم تأكيد هذا الاتجاه للانتقالي من خلال تأكيده على نفاذ الصبر الذي قد بلغ مداه وأن هذا الصبر لن يطول أكثر مالم تتخذ إجراءات وتدابير مزمنة عاجلة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض ، وأيضا تأكيده عن عدم قبوله استمرار مشاركته في حكومة المناصفة كأداة لتركيع وتجويع الشعب الجنوبي وإذلاله وفرض العقاب الجماعي عليه ، حيث نبه في ختام بيانه إلى إضطراره اتخاذ موقف من استمرار مشاركته في حكومة المناصفة .

مايميز هذا البيان الاستثنائي هو الصدق والجدية اللذين لايقبل الشك فيهما في أن الانتقالي الجنوبي هذه المرة وفي حال نفاذ صبره من زيادة الأوضاع تعقيدا وتأزيما من قبل ماتسمى الشرعية اليمنية سيمضي مضطرا وأحاديا نحو تنفيذ المحور الذي يراه مناسبا له ولشعبه ووطنه ، لحيث وأنه قد جاء مباشرة بعد الإستماع إلى تقريري أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي ، اللواء سالم السقطري وزير الزراعة والثروة السمكية والأخ محافظ محافظة عدن الأخ أحمد حامد لملس ، حول لقاءاتهم مع المبعوث الأمريكي السيد تيم لبندر كينغ الذي زار العاصمة عدن يوم الأثنين الموافق 8نوفمبر برفقة القائمة بأعمال السفير الأمريكي لليمن السيدة كاثي ويسلي .
بعد أن كان كل من الوزير السقطري والمحافظ لملس قد احاطوا المبعوث الأمريكي ومرافقته عن كل الأوضاع في محافظات الجنوب ، وعن كل اتجاهات المجلس الانتقالي الجنوبي السياسية والعسكرية والإقتصادية .