وعيد فايجن.. لهجة أمريكية صارمة تؤشر لتعامل مختلف مع الحوثيين
مثّل الوعيد الذي وجّهه ستيفن فايجن مرشح الرئيس الأمريكي لمنصب سفير واشنطن في اليمن، بوادر تغير واضح في اللهجة الأمريكية ليكون أشد صرامة في إطار التعامل مع المليشيات المدعومة من إيران نحو مزيد من الضغوط عليها.
ففي كلمته بجلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للمصادقة على قرار تعيينه، توعد فايجن بالعمل على تعزيز حظر الأسلحة الأممي في اليمن لوقف تدفق الأسلحة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.
في الوقت نفسه، عبر الدبلوماسي الأمريكي عن قلقه من انتهاكات مليشيا الحوثي العنيفة والمتزايدة في الأشهر الماضية، وأشار إلى اعتداءات على المدنيين والبنى التحتية المدنية في الإمارات والسعودية من خلال الصواريخ والطائرات المسيّرة المسلحة التي تصل من إيران.
وفيما أوضح أنّ تدفق الأسلحة من إيران إلى الحوثيين الإرهابيين سمح باستمرار اعتداء المليشياتالإجرامية على مأرب، كما أدى إلى تعقّيد جهود جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات، فقد تعهد باستمرار الولايات المتحدة في فرض عقوبات على الأفراد والمجموعات التي تسعى لإطالة النزاع والأزمة الإنسانية في اليمن لأغراض شخصية.
اللهجة القوية التي اتبعها فايجن وهو يرسم إطار تعامله مع الحوثيين تحمل إشارة على ما يبدو بأن تعاملًا أشد صرامة ستتبعه الولايات المتحدة مع المليشيات المدعومة من إيران خلال المرحلة المقبلة، بما يتيح الضغط عليها بكل الطرق الممكنة، ومن ثم وقف إلزامها بوقف الأعمال العدائية التي لا تتوقف عن شنها.
تصريحات فاجن تعني كذلك أن الولايات المتحدة لن تتبع في إطار تعاملها مع الحوثيين طريق الدبلوماسية الناعمة، وذلك بعدما تبين فشل التعامل الرخو مع المليشيات، فمنذ إقدام الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بداية حقبته الرئاسية على إلغاء تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا فقد زادت حدة ووحشية جرائم المليشيات، وهنا حمّل البعض الولايات المتحدة جانبًا من المسؤولية.
ملامح التغير الأمريكي في التعامل مع الحوثيين بدت منذ أسابيع، فعندما سُئل بايدن إن كانت إدارته ستُعيد إدراج مليشيا الحوثي لقوائم الإرهاب، فقد أجاب بأن الأمر قيد الدراسة، في خطوة فُسِّرت بأنها تشير إلى قرب اتخاذ واشنطن هذا القرار بالفعل.
ولعبت دولة الإمارات دورًا واضحًا في إحداث هذا التغيير في الموقف الأمريكي، فعقب الهجمات الإرهابية الحوثية على مدينة أبو ظبي مؤخرًا، ظهر على السطح قوة التنسيق بين الإمارات والولايات المتحدة في إطار التعامل مع الإرهاب الحوثي، وقد تم التنسيق بين الجانبين على أعلى المستويات سواء عبر التعاون السياسي أو العسكري وذلك على إثر زيادة التهديدات الحوثية.
فإلى جانب دعم عسكري قدّمته الولايات المتحدة للإمارات في الفترة الماضية بما عكس متانة التنسيق بين الجانبين، فقد وسّعت واشنطن من فرض عقوباتها على قيادات بارزة بالمليشيات الحوثية، كما حدث في نهاية فبراير الماضي عندما فرضت عقوبات على شبكة دولية كبيرة يديرها الحرس الثوري الإيراني وممول حوثي حولت عشرات الملايين من الدولارات إلى المليشيات.
وآنذاك، قال بيان لوزارة الخزانة إن الشبكة المعقدة، المؤلفة من أفراد وشركات صورية تُتخذ كواجهة لأغراض أخرى، تشحن الوقود وغيره من المنتجات البترولية وسلع أخرى في أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وتمول عوائدها هجمات الحوثيين في اليمن والدول المجاورة.
وتضمن القرار تجميد أي أصول للكيانات والأفراد المتورطين في الشبكة والخاضعين للسلطة القضائية الأمريكية ويمنع الأمريكيين عموما من إجراء تعاملات تجارية معهم.
ومع الوعيد الذي قدّمه المرشح لتولي منصب السفير الأمريكي، فإنّ الولايات المتحدة تبعث برسالة بأن المرحلة المقبلة ستكون أشد قوة في إطار مجابهة الإرهاب الحاد الذي صنعته المليشيات الحوثية.