الأولوية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في اليمن.. قبل أن يتجزأ المبدأ

السبت 5 مارس 2022 00:10:53
testus -US

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن مكافحة الإرهاب تتصدر أولويتها في اليمن، ما يفرض تساؤلات عن أي دور يمكن أن تلعبه واشنطن في خضم هذه المكافحة التي تحدثت عنها.

المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كينج ناقش قضية مكافحة الإرهاب وذلك خلال اجتماعه مع محافظي شبوة وحضرموت وممثلين عن قوات التحالف العربي، وقد ثمّن المبعوث الأمريكي الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن عملية تحرير ساحل حضرموت ساعدت الولايات المتحدة على تفكيك تنظيم القاعدة في اليمن.

اللقاء تناول كذلك الأوضاع الراهنة ومآلات الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية من انهيار للوضع الاقتصادي والإنساني والمأساوي، ومواصلة قصف المدنيين والنساء والأطفال الأبرياء.

تصريحات المبعوث الأمريكي وتعهده بأن مكافحة الإرهاب على رأس أولويات الولايات المتحدة تأتي في مرحلة بالغة الحساسية، إذ تكثّف المليشيات الحوثية حاليًّا من وتيرة عملياتها الإرهابية سواء في الداخل، أو في الخارج عبر تنفيذها عمليات إرهابية فاشلة ضد دولتي الإمارات والسعودية.

وعلى ما يبدو، فقد وجدت واشنطن - متأخرًا - أنّ الإرهاب الحوثي يهدد مصالحها وشراكاتها في المنطقة، فلوحظ في الفترة الماضية تغيرًا ملحوظًا في إطار تعاملها مع المليشيات الإرهابية.

بيد أنّ الاكتفاء بالتصريحات أمرٌ لن يكون مجديًّا ولن تكون له أي قيمة، طالما لم تترجم هذه التصريحات في إطار مكافحة الإرهاب، والحديث هنا تحديدًا عن حتمية أن تكون هذه المواجهة شاملة وعلى كل المستويات ودون أي تجزئة.

فالمليشيات الإخوانية مثلًا واحدة من أعتى فصائل الإرهاب في اليمن، وقد ارتكبت عددًا لا يُحصى من العمليات الإرهابية في الجنوب ليس فقط خلال سنوات الحرب لكن أيضًا في السنوات السابقة.

كما أنّ علاقات المليشيات الإخوانية بالتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وحتى المليشيات الحوثية جعلها تُشكِّل خليطًا من فصائل الإرهاب التي تكالبت في حرب شعواء ضد الجنوب.

وخلصت العديد من التقارير والدراسات الإقليمية والغربية حول الدور الإرهابي الذي تشكله المليشيات الإخوانية في دعم الإرهاب سواء في اليمن أو في الجنوب، ما جعل حزب الإصلاح يلعب دورًا أساسيًّا في زعزعة الاستقرار.

وعبد المجيد الزنداني أحد أكثر الأسماء القيادية في حزب الإصلاح التي ربطت الحزب بالعنف والتطرف، وهو مصنف كإرهابي منذ عام 2004 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب وزارة الخزانة الأمريكية فإنَّ لدى الولايات المتحدة أدلة أن الزنداني يدعم الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، كما كان له دور فعّال في معسكرات تدريب تنظيم القاعدة، وقد لعب دورا رئيسا في شراء الأسلحة نيابة عن القاعدة والإرهابيين الآخرين.

ومن بين الحوادث الشهيرة التي ترتبط بشكل معقد ومتداخل باسم الزنداني وحزب الإصلاح والمنظمات الإرهابية، حادث تفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في الجنوب، التي راح ضحيتها 17 بحارا أمريكيا في العام 2000.

يعني ذلك أن مكافحة الإرهاب في اليمن لا يجب أن تقتصر على مواجهة المليشيات الحوثية فقط، لكن هناك حاجة ماسة كذلك للتصدي للإرهاب الذي تمارسه المليشيات الإخوانية المتخادمة مع الحوثيين.

وبرأي محللين، فإنّ الانخراط في مواجهة قوية لدحر الإرهاب بكل أشكاله إن كان حوثيًّا أو إخوانيًّا فإنّ ذلك سيكون الخطوة الأولى على صعيد مكافحة الإرهاب ومن ثم إحلال الاستقرار في أقرب وقت ممكن.