زيارة أنجلينا جولي للعاصمة عدن.. ما دلالاتها وانعكاساتها؟
أحيت زيارة الفنانة العالمية أنجلينا جولي للعاصمة عدن، الكثير من الآمال نحو أن يتلفت العالم للمأساة التي يعيشها المواطنون منذ سنوات طويلة من جرّاء حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية وتتضمن صناعة للأزمات وكذا استنزاف لثروات الجنوب.
زيارة جولي للعاصمة جاءت تحت مسمى كونها سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة.
الهدف الأساسي لزيارة جولي للعاصمة كانت لفت الانتباه للأوضاع الكارثية التي تشهدها العاصمة، وقد أكّد مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قبل الزيارة، أنها تستهدف لفت الانتباه إلى تلك الأوضاع.
العاصمة عدن محاصرة بقدر كبير من الأعباء التي لا تُطاق، وقد صنعتها جميعها الشرعية الإخوانية في إطار حرب الخدمات على الجنوب، ولذلك في مسعى لاختراق العاصمة من منطلق خدمي بعدما فشلت في إسقاطها أمنيًّا أو سياسيًّا.
الزيارة تعكس بشكل كبير أنّ العاصمة عدن باتت قيد نظر المجتمع الدولي، وأن الأعباء التي تعاني منها غير مبررة، لا سيّما أن العاصمة مستقرة أمنيًّا، ومن ثم لا يوجد أي مبرر تجاه صناعة هذه الأعباء إلا إذا كانت بشكل متعمد.
ولم تكن ترغب الشرعية الإخوانية لأن تكون العاصمة عدن محط أنظار أو اهتمام المجتمع الدولي، وذلك لكي تتمكن من تعقيد الأوضاع الإنسانية ومن ثم تغييب أي معالم لتحقيق الاستقرار في العاصمة.
جزءٌ رئيسٌ من خطة الشرعية في هذا الصدد هو توجيه ضربة لمسار القضية الجنوبية بشكل كامل، وهذه الضربة تتمثل بشكل رئيسي في محاولة تهميش الجنوب بشكل كامل وإبعاد أي اهتمام بالأوضاع على أراضيه ليتسنَ لها فرصة الانقضاض على ثرواته بشكل كامل.
ولعلّ وقف صرف المرتبات أحد أعنف الأسلحة التي أشهرتها الشرعية الإخوانية في وجه الجنوبيين، وهو عقاب مستمر منذ أشهر عدة وقد خلّف معاناة مرعبة بين الجنوبيين ربما تكون غير مسبوقة.
كما أن انتباه المجتمع الدولي للأوضاع في العاصمة عدن، يحمل طابعًا سياسيًّا ويعكس نجاحًا فريدًا للجنوب سواء على صعيد القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي التي نجحت في استدعاء الأنظار إلى العاصمة عدن، وكذا حجم المعاناة التي يعاني منها الجنوبيون.
هذا الاهتمام الذي باتت تحظى به العاصمة عدن، ربما يزيد من حجم الضغوط على الشرعية الإخوانية، والتي قد تضطر لإعادة حساباتها من جديد، لا سيّما وهي تضاعف من حجم الأعباء على الجنوب بشكل مرعب نظرًا لانعكاسات ذلك على حجم التعاطف مع الجنوب.