الشرعية والإصلاح.. جسد واحد لا يتجزأ

الثلاثاء 8 مارس 2022 18:03:00
testus -US

رأي المشهد العربي

مع تصاعد حجم الغضب من ما تُسمى بالشرعية وفشلها السياسي والعسكري وانغماسها في جرائم الفساد ليل نهار، رُصِدت أصواتٌ بدأت تستخدم لغة تفريق بين الشرعية و"الإصلاح" في محاولة لتصوير الحزب الإخواني على أنّه مجرد جزء من الشرعية وليس مهيمنًا على مفاصلها كاملة.

أبواق ما تُسمى بالشرعية رضخت في الفترة القليلة الماضية على ما يبدو للضغوط التي تعرضت لها وبدأت تعترف بالفشل السياسي والعسكري الكبير وإن كانت لا تعترف بذلك بشكل مباشر بيد أنّها حاولت إيجاد مبررات لهذا الفشل.

كان لافتًا في توجه عناصر الشرعية والتابعين لها أو المتربحين من نفوذها، ترديد نغمة أن حزب الإصلاح مجرد مكون سياسي قد يكون له بعض الأخطاء لكنّها دعت في الوقت نفسه للمحافظة على هيكل الشرعية.

إقدام أبواق الإخوان على ترديد هذه النغمة التي لوحظت في وسائل إعلام الشرعية وعبر السياسيين التابعين لها في تغريداتهم وتدويناتهم، مثّل محاولة للتجاوز عن أخطاء الماضي حتى وإن كانت لا تغتفر، لكن كل ذلك من أجل المحافظة على بقاء حزب الإصلاح في المشهد.

لا تعتبر هذه الحيلة الإخوانية التي تعتمد على حيلة "تلاعب سياسي" مضمونة بأي حال من الأحوال، وبالتالي فقد أعدّ حزب الإصلاح سيناريوهات بديلة، بينها تشكيل المدعو إبراهيم حيدان فصيلًا عسكريًّا جديدًا من عناصر إرهابية يمنية للدفع بها صوب وادي حضرموت.

تزامن ذلك أيضًا مع خطوة أخرى تمثّلت في إعلان تدشين فصيل عسكري في محافظة تعز، في خطوة أنذرت بحرب جديدة يشنها حزب الإصلاح الإرهابي عبر تفاهماته مع الحوثيين.

تسريع وتيرة هذه التحركات العسكرية بالذات أعقبت تواتر الأحاديث بشكل كبير عن إزاحة محتملة للإرهابي المدعو علي محسن الأحمر من الساحة سياسيًّا وعسكريًّا، ومن ثم فمن المرجح أن تلجأ الشرعية إلى أي حيلة لتحافظ على بقائها على الأرض.