العالمي للمرأة.. الجنوبيات صنعن المجد
تحتفل البشرية اليوم الثلاثاء باليوم العالمي للمرأة.. حدثٌ يحل على المرأة الجنوبية وهي تحمل تاريخًا عظيمًا من النضال بكل الصور من أجل الجنوب وقضيته.
الثامن من مارس من كل عام خصّصته الأمم المتحدة للاحتفال بالمرأة، ويقام خصيصًا للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.
المرأة الجنوبية لها نضال كبير ويشهد له الجميع، ولعبت دورًا فاعلًا في طليعة القوى المجتمعية الفاعلة في مواجهة قوى الاحتلال عبر انخراطها في حراك سلمي مجتمعي رغم الإقصاء الذي تعرضت له.
ونجحت الكثير من النساء الجنوبيات من وضع بصمات ملموسة في الدفاع عن الجنوب واستقلاله، وتحقيق سيادته بما يدفع نحو تحقيق استقلاله الثاني فيما يخص استعادة الدولة، وهي حاضرة بقوة في كل الفعاليات التي ترفع شعار استعادة الدولة وفك الارتباط.
هذا النضال من أجل الوطن بدأته وسطّرته المناضلة الشهيدة خديجة الحوشبية التي كانت أول من تنال شرف الاستشهاد الفدائي دفاعًا عن الجنوب وأمنه واستقراره، وعلى دربها سارت الكثيرات من نساء الجنوب.
ولا يُنسى للمرأة الجنوبية دورها في مواجهة العدوان الذي تعرض له الجنوب في عام 2015، وجهودها في سبيل طرد الاحتلال اليمني من الجنوب، إلى جانب دورها الملحوظ وبقوة في ترسيخ مؤسسات الجنوب وعمله التنظيمي.
ومنذ سنوات بعيدة، تفردت المرأة الجنوبية بوصولها إلى الكثير من المناصب التي كانت بعيدة عنها ما جعلها تتبوأ التفرد مقارنة بالنساء في الكثير من الدول العربية، فقد وصلت إلى مناصب مثل مثل أول نائب وزير، وأول عميد كلية اقتصاد، وأول مذيعة تلفزيون، وأول مذيعة إذاعة، وأول عميدة كلية على مستوى الجزيرة العربية، و أول رئيس تحرير لصحيفة على مستوى الخليج، وأول امرأة تصبح قاضية، وأول امرأة تصبح كابتن طائرة مدنية أول امرأة تقود السيارة في شبه الجزيرة العربية.
هذا التنوع المثري في مجالات عمل المرأة الجنوبية استمر إلى الوقت الراهن، حيث لعبت السيدة الجنوبية دورًا خالدًا بدءًا من مجابهة الاستعمار البريطاني ومن ثم في إطار المقاومة الجنوبية وصولًا إلى دور فاعل يُرصد في الوقت الحالي على الصعيدين السياسي والمجتمعي في إطار رحلة الجنوب نحو استعادة دولته.
الوحدة المشؤومة كان له تأثير مخيف مؤسف على وضع المرأة الجنوبية، إذ تعرّضت لكل صنوف القهر وعانت من الحرمان بشكل مؤسف، وأصبحت مستهدفة شأنها شأن الرجال إن كان بالقمع أو الاعتقال أو حتى بالاغتيال.
تلك الوحدة أخضعت المرأة للكثير من القيود على حقوقها وحرياتها، وتنوعت أسباب هذه القيود بين استهداف طائفي للجنوب أو اعتمادًا على معتقدات دينية في الأساس، أو قيود منبعها الثقافات والعادات والتقاليد القبلية.