تعزيز القدرة العسكرية السعودية.. رسالة ردع للحوثي وإيران

الأربعاء 9 مارس 2022 02:58:19
testus -US

تمضي المملكة العربية السعودية نحو مضاعفة قوتها العسكرية، بما يحمل رسالة واضحة وصريحة للمليشيات الحوثية بأنها التهديدات التي تخطط لأن تكون أبدية ضد المملكة ستكون إلى زوال بفضل رسالة الحسم التي توجهها الرياض لأذرع طهران.

السعودية أعلنت الاتفاق مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية على تصنيع أجزاء من منظومة "ثاد" الصاروخية للدفاع الجوي، في المملكة الساعية؛ وذلك في خطوة تستهدف تعزيز قدراتها لمواجهة هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.

أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية أعلنت موافقتها على "مشروعي توطين صناعة منصات إطلاق صواريخ الاعتراض، بالإضافة إلى تصنيع حاويات الصواريخ محليًّا".

وقالت الهيئة إنّ هذا سيحدث بالتعاون مع شركة (لوكهيد مارتن) العربية السعودية المحدودة، التي تأتي كأحد مشروعات توطين منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد".

وبحسب نائب محافظ الهيئة لقطاع الصناعة قاسم الميمني، فإنّ المشروع يسعى للإسهام في رفع مستوى الجاهزية العسكرية والأمنية لمنظومة الدفاع الجوي في السعودية.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد نشرت في أكتوبر 2019، معدات عسكرية، ضمنها صواريخ باتريوت ومنظومة "ثاد" في السعودية.

ومنظومة "ثاد" الدفاعية كان الجيش الأمريكي قد أعلن استخدامها للمرة الأولى في ظروف قتالية خلال هجوم للمليشيات الحوثية على الإمارات نهاية يناير الماضي، وقد حققت فاعلية كبيرة.

لم يكن ذلك هو التطور العسكري الوحيد، إذ أعلن الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات العسكرية وليد أبو خالد، هذا الأسبوع، أن المملكة تعمل على إنتاج محلي لطائرات بدون طيار، لتستخدمها القوات المسلحة ببلاده.

"أبو خالد" قال إنّ الشركة تعمل على إنتاج طائرة سعودية بدون طيار، موضّحًا أن الشركة تعمل مع شركاء محليين منهم الهيئة العامة للصناعات السعودية، على إنتاج) طائرة بدون طيار، لتكون أول طائرة صممت بأيدي سعودية 100%، وسوف تنتج وتستخدم من قِبل القوات المسلحة.

تستهدف هذه التحركات العسكرية تعزيز القوة المسلحة السعودية، لكن الأمر يمكن النظر إليه من منظور أبعد، باعتبار ذلك رسالة مباشرة موجهة للمليشيات الحوثية ومن ورائها إيران، مفادها أن المملكة تنخرط في كل اتخاذ كل الإجراءات الممكنة نحو ردع الإرهاب الحوثي الذي يُشكل تهديدًا لأمن المنطقة برمتها.

التطور العسكري السعودي يُنظر إليه من منظور آخر وهو التعاون السعودي الأمريكي والذي يشبه التعاون بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات على الصعيدين السياسي والعسكري في إطار مجابهة الإرهاب الحوثي، وهذا يعني بوضوح أن تحالفًا دوليًا تشكَّل على أرض الواقع لمواجهة المخاطر المتزايدة في إطار التصدي لما يمثله الحوثيون من مخاطر محدقة.

تعزيز القدرات العسكرية للسعودية قد يُشكل وسيلة ردع قوية تتضمن تضييق الخناق على الحوثيين بشكل كبير، وهو ما قد يُشكل باكورة توجه نحو تعزيز أطر الحل السياسي في أقرب وقت ممكن.

أهمية خطوة كهذه أن المليشيات الحوثية كانت تعتمد على الهجمات التي تشنها ضد السعودية والإمارات كجزء من الظهور بمشهد القوة سواء أمام أنصارها أو المجتمع الدولي ومن ثم تحقيق مكاسب سياسية عبر إطالة أمد الحرب، وهذا يعني إظهار الحوثيين بوجههم الحقيقي "الضعيف" ومن ثم إفشال مساعي المليشيات لتحقيق مزيد من المكاسب.