تهديدات القاعدة تنذر بالزج بحضرموت في حقبة سوداوية جديدة

الأربعاء 9 مارس 2022 20:21:22
testus -US

كما كان متوقعًا، أعاد ما تسمى بالشرعية نشاط تنظيم القاعدة في وادي حضرموت بشكل مخيف، بعدما هدد بتنفيذ عمليات إرهابية، تفتح الباب أمام تصاعد خطير في الأوضاع الإنسانية.

فبحسب بيان منسوب لتنظيم القاعدة المقرب مما تسمى بالشرعية، هدّد هذا الفصيل الإرهابي بتنفيذ عمليات إرهابية في وادي وصحراء حضرموت، في إطار تحوّل أمني يثير مخاوف من انهيار الأوضاع في المنطقة التي لطالما كانت مستهدفة من المليشيات الإخوانية.

وكانت قيادات من تنظيم القاعدة قد وصلت في نهاية فبراير الماضي، إلى مدينة سيئون بوادي حضرموت النفطية قادمة من محافظتي مأرب وأبين، وقد توجهت سريعًا إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى التي يقودها صالح أبو عوجاءوتتبع مباشرة المدعو علي محسن الأحمر.

تؤزم الأوضاع الأمنية في وادي حضرموت سببه الرئيسي إصرار ما تسمى بالشرعية على إبقاء عناصرها المسلحة في حضرموت، وهي قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تضم أعدادًا ضخمة من العناصر الإرهابية الموكل إليها تنفيذ عمليات إرهابية وتسهيل عمليات سرقة النفط وتهريبه إلى جانب الأسلحة للمليشيات الحوثية.

هذا الإصرار الإخواني مرتبط كذلك برفض تنفيذ الشق العسكري من بنود اتفاق الرياض، وهو خرق إخواني حشر الجنوب في بوتقة مستمرة من التهديدات الأمنية التي تنذر بحرب طويلة الأمد في مكافحة الإرهاب.

الانتشار "السهل" لعناصر تنظيم القاعدة كان الدليل الأكبر أنها تتبه ما تسمى بالشرعية، وهو انتشار يأخذ نطاقات جغرافية واسعة، ضمن استراتيجية وضعت منذ 2015 عندما احتل التنظيم مدينة المكلا، وقد كان الغرض من ذلك تفكيك أي قوة جنوبية (حضرمية) يمكنها أن تصنع الفارق في إطار التصدي للإرهاب.

المخيف أيضًا أن انتشار عناصر القاعدة في حضرموت يكون مرتبطًا بالتواجد في مناطق نفطية، فمثلا شوهدت أطقم مسلحة تابعة للتنظيم وهي تجوب مناطق الهضبة قبل أسابيع، وهي تشهر أعلامها وسط احتفاء عبّرت عنه المليشيات الإخوانية الإرهابية.

هذه التحركات المشبوهة جاءت في وقت ترفض فيه قوات المنطقة العسكرية الأولى، الانتقال إلى جبهات مأرب والجوف لتحريرها من المليشيات الحوثية، وهو أمرٌ وثّق من جديد حجم التقارب الخبيث من المليشيات الإخوانية وحليفتها الحوثية.

يشير ذلك إلى أن ما تسمى بالشرعية تخطط لصناعة "ولاية حضرموت" على غرار ما تمارسه التنظيمات الإرهابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ودائمًا ما يتخلل ذلك تنفيذ جرائم مروعة ضد المواطنين لترهيبهم ومن ثم ضمان السيطرة على هذه المناطق، وهو مسعى خبيث يتصدر الأجندة الإخوانية المشبوهة.