مجلس قيادة رئاسي.. نحو واقع جديد

الخميس 7 إبريل 2022 22:01:30
testus -US

رأي المشهد العربي

ردود أفعال صاخبة على كل الأصعدة منذ إصدار قرار "المؤقت" عبدربه منصور هادي الذي تخلى عن سلطته لمجلس قيادة رئاسي، قرارًا بإعفاء نائبه الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر من منصبه.

رحيل هادي مصحوبًا بنائبه خطوة استراتيجية ذات أهمية سياسية وعسكرية بالغة، فالرجلان كانا السبب الرئيسي والمباشر في الاختلالات والتشويهات التي أصابت الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية.

إزاحة هادي ونائبه لم تكن بالأمر السهل، وهي نتاج ثمرة جهود كبيرة من الضغوط مورست خلال الفترات الماضية، على معسكر هادي، أظهرت بكل وضوح أن ما تعرف الشرعية كانت جزءا من المشكلة وليس الحل.

بدوره، نجح المجلس الانتقالي في تعرية هادي والأحمر على الصعيد العسكري، فالنجاحات والانتصارات المتتالية التي حقّقتها القوات المسلحة الجنوبية أمام المليشيات الحوثية الإرهابية كانت كافية لتفضح أنّ ما يعرف بالجيش الوطني سبب رئيس في تأخر حسم الحرب.

فبينما كانت القوات الجنوبية تُسطر الملاحم البطولية والعسكرية في مواجهة المليشيات الحوثية بأقل الإمكانيات المتاحة، كانت قيادات الشرعية تتخادم مع الحوثيين ليس فقط بالانسحاب من جبهات القتال، لكن وصولًا أيضًا إلى تسليم وتهريب الأسلحة للمليشيات.

وإذا كانت إزاحة هادي والأحمر باكورة تحركات قد تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح فيما يخص المواجهات العسكرية، فإنّ الأمر يشمل في الوقت نفسه علامة فارقة تبقى قيد الاختبار فيما يخص الحرب التي استهدفت الجنوب.

فنظام هادي وإخوانه عمل طوال الفترة الماضية على أن تكون الحرب موجَّهة أولًا وأخيرًا ضد الجنوب، في تناسٍ تام لوجود المليشيات الحوثية على الأرض، إلى جانب رسائل وعمليات تحريضية أشرف عليها الأحمر ضد الجنوب طيلة السنوات الماضية.

نجاح الخطوات الأخيرة سيكون واقعا عندما تخفت بشكل رئيسي، حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب، وهو أمرٌ تعززت الآمال فيه بتمثيل الجنوب، بقيادته الأكبر (الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي) في مجلس القيادة الرئاسي.

فهذا الحضور الجنوبي من شأنه أنّ يجعل المجلس الانتقالي طرفًا رئيسيًّا في صناعة القرار، وهو ما سيشكل جدار صد عازلًا تجاه أي محاولات للنيل من الجنوب وقضيته العادلة.

يعزّز ذلك التمسك الثابت والراسخ من قِبل المجلس الانتقالي بثوابت القضية الجنوبية، والتزامه بالعمل على تحقيق تطلعات الجنوبيين ومراعاة حقهم في استعادة دولتهم، باعتبار ذلك الهدف الرئيسي الذي ينشده الجنوبيون ويتحرك من أجله الانتقالي.