حضور الجنوب في مجلس القيادة الرئاسي.. ما الذي تربحه القضية؟
مثّل حضور الجنوب بقوة في مجلس القيادة الرئاسي، فرصة مواتية لأن تحدث اختراقة قوية ونوعية في ملف الخدمات عبر إنهاء حقبة كانت مليئة بالأعباء المصنوعة عمدًا من قِبل الاحتلال اليمني.
الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يشارك في قيادة السلطة عبر مجلس القيادة الرئاسي الذي نقل إليه المؤقت عبد ربه منصور هادي صلاحياته إليه بشكل كامل.
حضور الرئيس الزُبيدي في المجلس الرئاسي يعني أن صوت الجنوب سيكون مسموعًا بقوة في مراكز صنع القرار، وهو ما يفوّت أي محاولة لتهميش القضية الجنوبية كما سعى خصوم الجنوب على مدار الفترات الماضية.
المهمة الأولى التي ستكون ملقاة على عاتق المجلس الانتقالي ستكون ممثلة في العمل على تخفيف الأعباء عن مواطنيه، وهنا يعوّل المواطنون على قرارات قوية توقف أولًا عمليات السطو والنهب التي تعرضت لها ثروات الجنوب على مدار الفترات الماضية، مع توفير الضمانات الكاملة التي تتيح وصول الخدمات إلى المواطنين الجنوبيين دون أي انتقاص.
توفير الخدمات يتطلب إجراء عملية تطهير شاملة في المؤسسات الخدمية المعنية بالعمل على توفير الخدمات للمواطنين، لا سيّما أنّ حزب الإصلاح عمل على مدار الفترات الماضية على زرع عناصره واختراق هذه المؤسسات بشكل أتاح الفرصة لاستهداف الجنوب خدميًّا.
العنصر الثاني الذي يُنظر إليه جنوبيًّا بأنه أكثر أهمية يتعلق بالجنوب كقضية، وهنا تبرز إلى الواجهة التأكيدات التي عبّر عنها المجلس الانتقالي على مدار الوقت بتمسكه بثوابت القضية الجنوبية العادلة.
هذه الثوابت تدور جميعها في فلك إصرار الجنوبيين على تحقيق حلم استعادة الدولة، ومن ثم فإنّ تمثيل الجنوب عبر الرئيس الزُبيدي بنفسه في مجلس القيادة الرئاسي يعني أن قضية استعادة الدولة ينتظرها المزيد من الزخم.
واللافت في تحركات المجلس الانتقالي في هذا الصدد أنّها تراعي وبشدة التحديات القائمة وذلك لضمان تحقيق النتائج المنشودة، وهذه السياسة التي اتبعها المجلس الانتقالي كانت سببًا رئيسيًّا في تمكين الجنوب من تحقيق العديد من المكاسب على كل الأصعدة طوال الفترات الماضية.