اليوم الأول لمجلس القيادة.. الرئيس الزُبيدي يقود حراكًا دبلوماسيًا لتحقيق انتعاشة اقتصادية
مع قرار تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي ضمّ في تكوينه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بدأ الرئيس القائد جهوده السياسية والدبلوماسية بما يعكس حجم جدية الجنوب في تحقيق انطلاقة قوية ونوعية لمجريات الأوضاع الراهنة في واقع ما بعد مشاورات الرياض.
الرئيس الزُبيدي عقد ثلاثة لقاءات دبلوماسية شديدة الأهمية في اليوم الأول لإعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، ركّزت جميعها في هذه المرحلة الراهنة على تحقيق انتعاشة اقتصادية باتت شديدة الإلحاح بالنظر إلى حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان منذ فترة زمنية طويلة.
التقى الرئيس الزُبيدي، سفير مملكة النرويج لدى المملكة العربية السعودية توماس ليد بول، حيث بحثا العلاقات الثنائية وفرص التعاون المشترك مع مملكة النرويج.
وخلال اللقاء، أشاد الرئيس القائد بالدور الإنساني الذي تضطلع به مملكة النرويج منذ اندلاع الحرب، مشددا على أهمية تعزيز التعاون المشترك على مختلف الأصعدة.
وأكد الرئيس القائد، حرص قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على تمتين العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك مع حكومة النرويج، وتطلع قيادة المجلس إلى دور نرويجي أوسع في مجالات التنمية والاستثمار وإعادة الإعمار، ودعم سُبل العيش في بلادنا، منوها بأن بلادنا توفر فرص استثمارية جاذبة لرأس المال النرويجي في القطاعين الحكومي والخاص.
وشدد الرئيس الزُبيدي على أهمية الدعم النرويجي في الجوانب الإنسانية وفي دعم جهود التنمية وإنعاش الاقتصاد وبناء قدرات موظفي القطاع الحكومي وتأهيل الشباب وتمكين المرأة.
من جانبه، عبّر سفير مملكة النرويج عن سعادته بلقاء الرئيس الزُبيدي، وهنّأه بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي واختياره عضوا فيه، وبالنجاح الملموس الذي أحرزته مشاورات الرياض.
كما أكّد السفير النرويجي دعم حكومة بلاده الثابت والمستمر لجهود إحلال السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، معتبرا تشكيل مجلس القيادة الرئاسي خطوة متقدمة على طريق الحل الشامل.
وجدد دعم بلاده للقيادة الجديدة، معربا عن تطلعه للعمل جنبا إلى جنب مع مجلس القيادة الرئاسي، بما يخدم البلد وينهي الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب ويسهم بالوصول إلى سلام دائم يؤسس لمستقبل آمن ومزدهر.
وأعرب توماس بول عن استعداد حكومة بلاده تقديم الدعم اللازم لبناء قدرات الشباب والمرأة بما يمكنهم من الإسهام في بناء مؤسسات الدولة والدفع بعجلة التنمية وإنعاش الاقتصاد المنهار.
كما التقى الرئيس الزُبيدي، سفيرة مملكة بلجيكا في الرياض دومنيك مينور، حيث رحّب بها الرئيس القائد، مشيدًا بالعلاقات المتينة، وبالدور الإنساني الملحوظ الذي تضطلع به الحكومة البلجيكية في التخفيف من آثار الأزمة الإنسانية التي أفرزتها الحرب في اليمن.
وشدد الرئيس القائد على أهمية الدعم الذي تقدمه بلجيكا في قطاع التأهيل والتدريب وبناء القدرات لاسيما في الجانب الدبلوماسي ودعم مشاريع التنمية ودعم وإنعاش الاقتصاد المنهار والإسهام في إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب وفي طليعتها قطاعات الكهرباء والمياه والإصحاح البيئي، والتعليم، والصحة.
من جانبها، عبرت سفيرة مملكة بلجيكا عن سعادتها بلقاء الرئيس القائد ونقلت تهانيها له ولزملائه في مجلس القيادة الرئاسي المنبثق عن مشاورات الرياض، مؤكدة أنها تتطلع للعمل مع القيادة الجديدة بما من شأنه مساعدة الحكومة للخروج من الأزمة الراهنة.
وأكدت السفيرة مينور، استعداد حكومة بلادها لتقديم الدعم لحكومة المناصفة لتعزيز التنمية وإنعاش الاقتصاد وبناء قدرات موظفي الدولة، وشددت على أهمية إشراك المرأة في دوائر صناعة القرار وفي مختلف القطاعات الحكومية، مؤكدة حرص بلادها على تمكين المرأة اليمنية للمشاركة بفاعلية في العملية السياسية.
في غضون ذلك، استقبل الرئيس الزُبيدي، في مقر إقامته أيضًا، القائم باعمال السفير الياباني لدى اليمن كازوهيرو هيجاشي.
وبحث الرئيس القائد، مع القائم بأعمال السفير الياباني، سُبل وآليات تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية، مشيدًا بالدعم اللامحدود الذي تقدمه اليابان لدعم مجالات التنمية في بلادنا في الماضي والحاضر.
وأكد الرئيس القائد، خلال اللقاء، أهمية التدخلات الإنسانية التي تضطلع بها اليابان في مختلف المجالات التنموية والإنسانية، وكذا دورها الهام في إعادة الإعمار والإسهام في إنعاش الاقتصاد وبناء القدرات في قطاعات الاقتصاد، والتنمية، والإدارة.
من جانبه، عبّر القائم بأعمال السفير الياباني عن سعادته بلقاء الرئيس الزُبيدي، وهنأه والقيادة الجديدة على نيلهم الثقة لإدارة البلاد في المرحلة المقبلة، مؤكدا دعم الحكومة اليابانية لمجلس القيادة الرئاسي المنبثق عن مشاورات الرياض واستعدادها لتقديم كافة أوجه الدعم التنموي لمساعدة القيادة الجديدة على المضي قدما نحو التنمية والبناء وإعادة الإعمار وتخطي آثار الحرب.
ونوّه القائم بأعمال السفير الياباني بأن بلاده ستنفذ عدد من المشاريع الحيوية في اليمن، أبرزها إعادة تأهيل ميناء الحاويات بالعاصمة عدن والذي سينفذ عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP قريبًا.
هذه اللقاءات الدبلوماسية التي عقدها الرئيس الزُبيدي تمحورت جميعها في إطار المحور الاقتصادي، وهو ما يحمل أهمية كبيرة في هذه المرحلة، بفعل الأزمة الإنسانية القاسية التي خلّفتها الحرب.
الرسالة التي تبعث بها القيادة الجنوبية منذ اليوم الأول لبدء المشاورات هي الحرص على تدوير دائرة العمل سريعًا في محاولة لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات التي قد تعزّزها حالة الاستقرار السياسي المرجوة، سعيًّا لتحقيق الانتعاشة المطلوبة.
بدء الرئيس الزُبيدي اليوم الأول لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي بهذا المحور الاقتصادي، يعني أنّ أولوية القيادة الجنوبية في المرحلة الحالية تتمثل في العمل على إنقاذ المواطنين من الأعباء التي خلّفتها الحرب المسعورة.