3 تحديات تواجه مجلس القيادة الرئاسي
تحديات عديدة يجد مجلس القيادة الرئاسي نفسه يتطلب مواجهتها في أقرب وقت ممكن، بعد اختلالات عديدة ضاعفت الأزمة وتداعياتها على مدار أكثر من ثماني سنوات.
أحد أهم التحديات التي يواجهها المجلس الرئاسي تتمثل في الملف الخدمي، وهنا ينتظر ملايين السكان إجراءات وحاسمة في القريب العاجل تنتشلهم مما باتت توصف بأنها الأزمة الأشد قسوة وبشاعة على مستوى العالم.
وفيما يُخوّل للمجلس اختيار المناصب الإدارية من وزراء ومحافظين وغير ذلك، فإنّ الاعتماد على ذوي الكفاءة في مرحلة كهذه يُنظر إليه باعتباره ضرورة ملحة لانتشال 16 مليون شخص، تقول الأمم المتحدة إنهم ينامون يوميًّا جوعى.
في وقت لا يحتمل هذا الملف مزيدًا من التأخير، فإنّ ملفًا آخر يبقى شديد الإلحاح هو الآخر يتعلق بالوضع العسكري، ويرى محللون أنّ الحسم العسكري بات مطلوبًا ومتوقعًا بالنظر إلى الرفض المتواصل من قِبل المليشيات الحوثية من الانخراط في مسارات السلام.
ضبط مسار الحرب على الحوثيين ومعالجة الاختلالات التي وقعت على مدار السنوات الماضية، والتي أفضت إلى تزايد قبضة وسيطرة المليشيات وتوسعها ميدانيًّا، يتطلب وبشكل عاجل إزاحة العناصر الفاسدة والمتآمرة التي تصدرت المشهد العسكري لفترات طويلة.
في الوقت نفسه، يأتي تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في ظرف سياسي مشتبك، فإتباع أي مسار يتجاهل القضية الجنوبية ومطالب الشعب باستعادة دولته ينذر بالمزيد من الأزمات في هذا الإطار، لا سيّما أن تمثيل الجنوب في مجلس القيادة عبر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجوبي بنفسه في المجلس أنعش آمال الجنوبيين بأن تأخذ قضيتهم مسارات أكثر قوة.
هذه التحديات الكبيرة تجعل من الفترة المقبلة قيد الاختبار، وبيان مدى قدرة هذا الشكل السياسي الجديد على إحداث انتعاشة شاملة في كل المسارات بما ينعكس على حياة المواطنين أولًا، ويتجلى كذلك على الوضع العسكري وينهي حالة الانسداد السياسي.