هروب سجناء القاعدة.. رسالة تهديد مباشرة لهز أمن حضرموت

الجمعة 15 إبريل 2022 19:07:28
testus -US

خطر أمني متزايد بات يهدد محافظة حضرموت، وتحديدًا في منطقة الوادي، في أعقاب هروب عدد من قيادات تنظيم القاعدة الذين كانوا محتجزين في أحد سجون المحافظة.

في التفاصيل، هرب سبعة من كبار قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي، من سجن سيئون المركزي الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان بنطاق المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت.

وفيما تتحمل مليشيا الإخوان السبب الأول والمسؤولية المباشرة عن هروب هذه القيادات الإرهابية، فقد حاولت رسم صورة مغايرة لتلك الحقيقة بإدعائها أنها عناصرها من المنطقة العسكرية الأولى تبحث عن هذه العناصر وتنشر النقاط الأمنية لتعقبهم، في سيناريو هزيل سخر منه المواطنون قبل أن يُقللوا من جدواه.

وتحولت المنطقة العسكرية إلى مفرخ للزج بالعناصر الإرهابية في كل أرجاء الجنوب بما شكّل تهديدًا خطيرًا ومروعًا لأمن الجنوب ومسار قضيته العادلة، لا سيّما أنّ هذه العناصر تُشهد دائمًا سلاح الاغتيالات والتفجيرات بما يُوسع من دائرة الخطر.

واقعة هروب قيادات تنظيم القاعدة التي قد يُنظر إليها بأنها عملية إفراج، لم تكن الأولى من نوعها، إذ يُقدر ناشطون أن عدد قيادات وعناصر القاعدة الذين أفسحت لهم مليشيا الإخوان المجال أمام مغادرة السجون وصل إلى أكثر من 400 إرهابي.

كما أنّ منطقة وادي حضرموت على وجه التحديد تحولت إلى مرتع لنشاط مكثف لدى تنظيم القاعدة، الذي أوجد له تنظيم الإخوان مساحة جغرافية شاسعة يعمل من خلالها على التمدّد وتنفيذ أجندة إرهابية معادية للجنوب.

لم تأتِ واقعة هروب السجناء من فراغ، لكنها مؤشر واضح وصريح ومتعمد بشأن عمل المليشيات الإخوانية على صناعة فوضى أمنية أضخم تضرب كل أرجاء محافظة حضرموت، وتمثّل تهديدًا لأمن الجنوب بأكمله.

وصول الخطر لهذه المرحلة يبدو أنّ رسالة واضحة من المليشيات الإخوانية عبر المنطقة العسكرية الأولى على إزاحة المدعو علي محسن الأحمر من منصبه، علمًا بأنّ هذه المنطقة تدين في الأساس بالولاء لجنرال الإرهاب العجوز.

وفيما يؤشر هروب سجناء القاعدة إلى خطر تنفيذ عمليات إرهابية في الجنوب خلال الفترة المقبلة، فإنّ الأمر لا ينفصل أبدًا عن تحركات في جبهة أخرى، كان عنوانها العاصمة عدن، عندما تم ضبط قبل أيام خلايا إرهابية تتبع المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة، خطّطت لتنفيذ عمليات إرهابية في كل أرجاء الجنوب.

تُشير كل هذه الأمور إلى أنّ الفترة المقبلة قد تحمل طابعًا انتقاميًّا من المليشيات الإخوانية التي كثّفت من تقاربها مع حلفائها من التنظيمات الإرهابية بغية استهداف الجنوب على نحو أكبر وأكثر تعقيدًا.

فخطوة إزاحة محسن الأحمر وجهت ضربة قاسمة لهيمنة حزب الإخوان على المشهدين السياسي والعسكري، وجعلت الفصيل الإخواني أكثر المهزومين من هذا المسار، ومن ثم لعب التيار الإخواني على محورين، أحدهما اعتمد على الإدعاء أمام الرأي العام بتأييد لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي لكنه تحركاته على الأرض تُظهر موقفًا عدائيًّا بامتياز.

وفيما استنكرت الهيئة التنفيذية لكتلة حلف وجامع حضرموت من أجل حضرموت والجنوب، عملية تهريب قيادات القاعدة العشرة الإرهابي من سجون مليشيا الإخوان، فقد اتهمت "الأخيرة" بأن من هرّبت بتهريب القيادات الإرهابية.

وطالبت الهيئة، بضرورة خروج المليشيات الإخوانية من وادي حضرموت لعودة الأمن إلى عموم المحافظة.

وأكدت قيادة الكتلة أن فرار القيادات الإرهابية جاء بمساعدة وتواطؤ من المليشيات الإخوانية، مشيرة إلى التخادم الفاضح بين تنظيمي القاعدة والإخوان الإرهابيين.