خطاب سياسي مرتجف.. «قوة الدوريات» بالبحر الأحمر تثير رعب الحوثيين
أظهرت المليشيات الحوثية، حالة رعب من الخطوة العسكرية الأمريكية المتمثلة في نشر قوة بحرية تمثّل تهديدًا لمصالح المليشيات لا سيّما الخاصة بحصولها على دعم مسلح من قِبل إيران.
البداية كانت مع إعلان الولايات المتحدة، ممثلة في قوتها البحرية، عن تشكيل قوة جديدة للقيام بدوريات في البحر الأحمر.
وصرّح نائب الأدميرال براد كوبر قائد الأسطول الخامس الأمريكي في الشرق الأوسط، بأن القوات المشتركة ستشهد انضمام سفينة "يو إس إس ماونت ويتني" وهي سفينة قيادة برمائية من فئة "بلو ريدج" كانت في السابق جزءا من الأسطول السادس للبحرية الإفريقية والأوروبية.
الخطوة الأمريكية أثارت حالة رعب حوثية وإن كانت بشكل غير معلن، فنزولًا من اللهجة التي اعتمدت على "العنهجية"، ألقت المليشيات الحوثية خطابًا سياسيًّا ضعيفًا ومهزوزًا، بحديثها عن الهدنة الأممية، رغم أنّ المليشيات ارتكبت العديد من الخروقات للهدنة منذ إعلانها.
المليشيات الحوثية قالت إنّ الخطوة الأمريكية تتناقض مع الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن مطلع أبريل الجاري.
اللافت أنّ المليشيات الحوثية اتهمت الولايات المتحدة بأنها تناقِض موقفها المعلن من دعم الهدنة، وذلك في محاولة من قِبل المليشيات الحوثية للإيهام بأنها ملتزمة بمسار الهدنة وذلك على غير الحقيقة.
الخطاب الحوثي الأخير يمثل رعبًا من مضي الولايات المتحدة في تنفيذ هذه الخطوة العسكرية، التي تمثل ضربة قوية لمسارات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المليشيات الحوثية.
حديث الحوثيين عن الهدنة قد يُفسّر بأنه دعوة غير مباشرة من قبل المليشيات بالتذكير بالهدنة الإنسانية للتحايل على حقيقة ما يجري على الأرض، وذلك للتغطية على جرائمها التي تُمثل خرقًا متواصلًا للهدنة الأممية.
وقد وثّقت القوات المسلحة الجنوبية، 126 خرقًا ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في مختلف الجبهات ومناطق التماس.
هذا العدد الكبير من الخروقات الحوثية يرفع العدد الإجمالي للانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات إلى 222 خرقًا منذ انطلاق الهدنة مع بداية شهر رمضان الكريم.
يعني ذلك أنّ المليشيات الحوثية حدّدت خيارها فيما يخص العمل على التصعيد العسكري من جانب، وهو ما يعزِّز من أهمية الخطوة العسكرية التي تُقدِم عليها الولايات المتحدة فيما يخص تشكيل الضغط بكل الصور الممكنة على المليشيات.
وجاء الاعتذار الذي قدّمه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لدولة الإمارات على تأخُّر التعامل مع الهجمات الإرهابية الحوثية التي استهدفت أبو ظبي، بمثابة البرهان الأكبر على حجم التغيير في التوجه الأمريكي في التعاطي مع الإرهاب الحوثي.