خطاب عبد الملك.. وصلة متاجرة حوثية جديدة بالقضية الفلسطينية
شأنها شأن تنظيم الإخوان، اعتادت المليشيات الحوثية توظيف القضية الفلسطينية في المتاجرة بها في مسعى لتحقيق مصالحها ومكاسبها لا سيّما عبر استعطاف الجمهور دون أن تقدم شيئًا لصالح القضية.
وفي الفترات التي تتعرض فيها المليشيات الحوثية لحالة من الضغط، فإنّ زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي دائمًا ما يظهر موجّهًا خطابا دائمًا ما يتضمن عبارات يدعي فيها نصرة القضية الفلسطينية.
واستغلّ عبد الملك عمليات اقتحام المسجد الأقصى من قِبل القوات الإسرائيلية التي تُرتكب بكثافة في هذه الأيام، في محاولة الحصول على دعم لصالح المليشيات الإرهابية.
ووظف الإرهابي الحوثي هذه الممارسات الإسرائيلية كوسيلة من أجل الهجوم على التحالف العربي في مسعى لتوسيع حاضنة المليشيات، تخوفًا من سيناريو قد يطيح بها من المشهد برمته في هذه المرحلة لا سيّما بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
اللافت أنّ ظهور الحوثي الأخير لم يتحدث عن القضية الفلسطينية في حد ذاتها بقدر أو بحجم ما ركز على توظيف الأمر لمهاجمة دول التحالف العربي، وهو ما برهن على متاجرته بالقضية الفلسطينية لخدمة مصالحه المشبوهة.
لم يكن هذا الاستغلال الحوثي هو الأول من نوعه، فالمليشيات اعتادت على توظيف القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها المشبوهة في تجنيد المزيد من العناصر في صفوفها، وقد أطلقت الكثير من الحملات في وقت سابق، لضم مجندين بزعم نصرة الأقصى لكن هذه العناصر يتم الزج بها في حرب اليمن وفي استهداف الجنوب أيضًا.
وكثيرًا ما تنظم المليشيات الحوثية حملات يقودها مشرفون بارزون في تجنيد فئات كبيرة من الشباب تحت مزاعم نصرة القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى، ويتم استخدام القوة الغاشمة في إجبار الشباب على التجنيد في بعض الحالات لا سيّما ضد أولئك الذين فطنوا مبكرًا إلى نوايا المليشيات الخبيثة.
وتلي عملية الاختطاف التي تشنها المليشيات الحوثية، أنّها تُخضِع المجندين على الفورإلى دورات فكرية تستهدف غسل أدمغتهم لتسهيل الزج بهم في جبهات الموت التي تشعلها المليشيات.
كما وظّفت المليشيات القضية الفسطينية أيضًا من باب العمل على جمع الأموال تحت زعم جمع تبرعات مالية لدعم الفلسطينيين ونصرة الأقصى والقدس لكن سرعان ما تتضح الحقيقة في أنّ المليشيات تحصل على هذه الأموال لتمويل حربها العبثية.
يشير ذلك بوضوح إلى أنّ المليشيات الحوثية تتعامل مع القضية الفلسطينية من منطلق وسيلة لتمرير أجندتها السياسية المتطرفة، مستغلة حالة التعاطف الكبيرة التي تحظى بها القضية في أواصر الشعوب العربية.