قوامها الأطفال.. الحوثي يمهد لمحرقة جديدة
تجاهلًا لدعوات التهدئة الموجهة إليها بضرورة احترام مسار الهدنة الإنسانية المعلنة من قِبل الأمم المتحدة منذ أكثر من شهر، تمضي المليشيات الحوثية في خطواتها التي تنذر بإصرار واضح من قبلها على إطالة أمد الحرب.
مصادر حقوقية أبلغت بأنّ المليشيات الحوثية تتوسع حاليًّا في ارتكاب جريمة تجنيد الأطفال، في خطوة عدّها مراقبون بأنها تفصح عن نواياها للعمل على إطالة أمد الحرب والانخراط في المزيد من جرائم التصعيد العسكري.
المعلومات التي نقلها ناشطون، يقولون إنهم متخصصون في رصد جرائم الحوثي، تفيد بأنّ قيادة المليشيات الحوثية وجّهت تعمليات مشددة بالتوسع في تجنيد الأطفال وذلك من خلال ما تعرف بالمراكز الصيفية التي تتخذها المليشيات كأوكار تقوم من خلالها بزرع الأفكار المنحرفة في صغار السن في خطوة تسبق توجيههم لمحارق الموت.
وبحسب هذه المعلومات، فإنّ المليشيات الحوثية وجّهت بتكثيف الترويج لهذه المراكز عبر المساجد والمدارس مع توجيه رسائل تحريضية ضد السكان لإرسال أبنائهم إليها.
في غضون ذلك، اتبعت المليشيات الحوثية حيلة مشبوهة تقوم على الزعم والإدعاء بأن المراكز الصيفية بمثابة حلبة منافسة بين الطلاب فيما بينهم وأغرت صغار السن بالحصول على جوائز قيمة في هذه الجوائز، فيما يبقى هدف المليشيات الواضح من جرائها هو تجنيد هؤلاء الصغار والدفع بهم صوب الجبهات.
وتجنيد الأطفال إحدى الجرائم التي لا تتوقف المليشيات الحوثية عن ارتكابها لأكثر من سبب، فهي من جانب تستخدمهم في الجبهات ومن ثم تنقل صورة مزعومة عن ضخامة أعداد مسلحيها على الأرض، بينما الأخطر يتمثل في أنها تنشر هؤلاء الأطفال في الصفوف الأولى من الجبهات وهو ما يجعلهم عرضة لخطر القتل.
ولا تولي المليشيات الحوثية أي اهتمام بالخطر الذي يطال هؤلاء الصغار، لكنها تتعامل مع الأمر من منطقة المتاجرة بدمائهم، وذلك من خلال إدعاء المظلومية ولصق اتهامات باطلة بالتحالف العربي، على الرغم من أن المليشيات تتحمل المسؤولية المباشرة عن سقوط هؤلاء الأطفال.
عسكريًّا أيضًا، تعكس الخطوة الحوثية التي تأتي تكرارًا للجريمة التي ترتكبها منذ بداية الحرب، لتحمل دلالة على أن المليشيات لم ترتعد بعد، وأنّها مُصرّة على إطالة أمد الحرب، وهو ما يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات عملية وواقعية من قِبل المجتمع الدولي لإيقاف الجرائم الحوثية وما تستتبعه من كلفة قاسية في الأوضاع الإنسانية.