المستقلون الجنوبيون..حجر الزاوية لأي حوار جنوبي جنوبي
جمال حيدرة
معظم المكونات السياسية الجنوبية التي ظهرت بعد 2011م كانت مدفوعة بشكل أو بآخر لضرب مشاريع سياسية جنوبية سابقة لها، وعلى ضوء سياسة التفريخ هذه فقست عشرات المكونات، وكان لكل منها عمر محدد بهدف يضعه المفرخ نفسه.
طبعا الدعوة لحوار جنوبي جنوبي اليوم ووضع ميثاق شرف وطني، أمر مهم جدا لكنه لن يجد أي تفاعل من قبل هذه المكونات لسبب بسيط يتمثل في كون هذه المكونات موجودة على الساحة بفضل عامل خارجي، هو من صنعها وصممها لهدف يتصادم تماما مع هدف الوحدة الجنوبية، ومشروعها السياسي.
ولذلك بمجرد أن تعلن هذه المكونات انخراطها في الحوار بشكل جاد سيقوم العامل الخارجي هذا برفع يده عنها، وسيغلق حنفية المال، وستنتهي تماما، ولهذا أن لم تضمن هذه المكونات نصيبها من الكعكة، ويكون لها امتيازات فإنها لن تخاطر بما تكسبه وتجنيه من المفرخ!
المجلس الانتقالي الجنوبي بعوامل سيطرته على الجنوب اليوم، هو الآخر في مأزق حرج، ذلك أن معظم قياداته منخرطون في مناصب قيادية عليا في نصف الدولة اليمنية، وهذا الأمر يعقد مهمته في مسار توحيد الجهود الجنوبية تحت يافطة الاستقلال واستعادة الدولة، وهذا التوجه سيزعزع شراكته مع القوى اليمنية، ومع رعاة تلك الشراكة.
مقابل ذلك كله هناك قاعدة نخبوية وشعبية جنوبية عريضة غير ممثلة سياسيا، تتمترس خلف تحفظ صامت، وتراقب المشهد بقلق غير معبر عنه سياسيا وإعلاميا، وعلى الرغم من أن هذه القاعدة الشعبية والنخبوية هي الأكثر إيمانا بالاستقلال واستعادة الدولة، إلا أنها عاجزة حتى اللحظة من التعبير عن نفسها.
رأيي الشخصي أن يقوي المجلس الانتقالي دعوته للحوار من خلال الاقتراب أكثر من القاعدة المستقلة، ولا يرهن نجاح الحوار بالمكونات الممولة سالفة الذكر، ولا يراهن كذلك على سيطرته المطلق جنوبا، إذا ما كان لديه النوايا الحقيقية لوحدة جنوبية متينة، وعلى الجميع أن يدرك أن المستقلين الجنوبيين هم حجر الزاوية لنجاح أي حوار جنوبي جنوبي.