غيرة كذابة

نصف الشعب اليمني تقريبا مهاجر خارج البلد، البعض منهم مغتربون، والبعض الآخر نازحون، والسبب الأوضاع المعيشية الصعبة في البلد، وهذا أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي، أن جميع المهاجرين ما يزالون يمجدون الحاكم.

مثلا حينما يزور مسؤول حكومي فاسد دولة ما، ترى اليمنيين طوابير أمام الفندق الذي ينزل فيه، ويتسابقون لكي يلتقطوا صورة بجانبه، ويتباهون به وكأنه رئيس الدولة التي يعيشون فيها!

في دولة غير اليمن يستقبل المهاجرون مسؤولي بلدانهم بالمكانس، واللعنات، لأنهم يدركون أن المسؤولين سبب عذاباتهم في دول الأغتراب.

بالامس ثار الشعب اليمني بسبب أن لاعب يمني لا يمتلك واقي قدم، وهذا الأمر جرح كرامتهم، لكن السؤال: لماذا لا تنجرح كرامتهم وهم يرون جيشا من المسؤولين بمختلف مراكزهم القيادية يتسولون المساعدات الخارجية، لكي يبنوا بها مشاريعهم الخاصة.

لماذا لا يثور الشعب على فاسد يبيع ويشتري بكرامة الناس في مزاد عالمي؟

للأسف تسيطر علينا غيرة كذابة، وتصدمنا الأمور الصغيرة، وننسى ما هو أكبر وأفدح، لأننا محكومون بردات فعل لحظية، وسطحية، تفتقر للشعور بالكرامة من الداخل.