الضالع ..أم تعاني ظلم أبنائها

تعيش الضالع أسوأ مراحلها، وفي كافة المجالات، وللأسف الناس فقدت القدرة على الحديث عن مشاكلها وما تعانيه، وهذه سابقة لم تحدث في أي فترة سابقة.
الضالع التي قارعت الانظمة الظالمة على إمتداد التاريخ، نراها اليوم خانعة مستكينة، تنام على جراحها، وتئن بصمت مخيف.

لا خدمات، ولا رعاية صحية، ولا مشاريع، ولا نظافة، وسط انتشار الفوضى والتسيب والفساد، وهذا يحدث أمام الجميع، لكن لا أحد يهتم، ولا يتكلم، بالرغم من أن إعلاميي الضالع بعدد حجار جبالها، لكنهم بعيدون كل البعد عن همومها ومشاكلها.

والأكثر مأساوية أن الضالع في نظر الآخرين شيطان أشر، ويتم النيل منها، وتقبيحها، على أعتبار أنها من تسيطر على كل شيء اليوم، في حين أن واقعها كارثي.

آخر تجليات الفوضى في الضالع تفجير سد النخلة في مديرية الأزارق، وهو المنجز الوحيد في المحافظة منذ 1967م

لا أدري لماذا تقبل الضالع أن تعيش في هكذا وضع وبامكانها أن تستقر وتنهض وتتطور، ولماذا أبناء الضالع غافلون لهذه الدرجة وفيهم قيادات كبيرة في الدولة، ومنهم نخب مثقفة ومتعلمة، وقادرة أن تقود بلد بأكمله، لكنها عاجزة كل العجز عن النظر في واقع الناس، وما يعشيونه من عذاب يومي لا يرضي عدو ولا صديق؟

لا أريد أن أحمل أحدا المسؤولية، وأن كان مسؤولا عن كل ما يحدث، لكنني أناشد كل من يهمه أمر الناس، وكل من يشعر بما نشعر به، أن يعطي الضالع جزءا بسيطا من اهتمامه، ويفكر بشكل جدي برفع صخرة التجاهل والإهمال عن محافظة تعيش وضع مديرية منسية، وهي بمثابة الأم التي تعاني من ظلم أبنائها، قبل الآخرين.

والدعوة أيضا لكل الإعلاميين في الضالع أن يعطوها حيزا من نشاطهم، ويبحثوا عن المشاكل والهموم، ويوجهوا الناس، ويستنهضوا وعيهم باتجاه ما ينفعهم ويحسن أوضاهم.