مرجعيات ميتة
محمد عبدالله الموس
لازالت تتحفنا التصريحات والبيانات الصادرة عن بعض التجمعات، لا زلت تتحفنا باشارات باهتة عن مرجعيات الحل في اليمن، من قبيل حوار موفنبيك او مبادرة الاشقاء في الخليج او قرار مجلس الأمن (٢٢١٦) وهي ما تعرف بالمرجعيات الثلاث التي لم تر اي منها طريقها إلى النور.
تجارب المرجعيات في دولة الوحدة والتي تمثلت في مجمل الاتفاقات يمكن وصفها بأنها (مرجعيات دامية) تعقب كل منها حرب، فوثيقتي الوحدة والعهد والاتفاق داستهما جنازير الدبابات في غزو ١٩٩٤م.
وما اعقب ذلك من اتفاقات، من المبادرة الخليجية الى حوار موفنبيك الى اتفاق السلم والشراكة، فقد ذهبت هي الاخرى ادراج الرياح مع الدماء التي ذهبت بدخول الحوثي الى صنعاء، وتحالفه مع الرئيس صالح لإعادة غزو الجنوب في ٢٠١٥م.
الاتفاقات التي تزامنت مع الحرب الدائرة منذ ٢٠١٥م من قبيل اتفاق ثم مشاورات الرياض هي مجرد اتفاقات تخدم اهداف الحرب لا اكثر، وتنتهي قيمتها بانتهاء الحرب.
واقع الحال ان كل المبادرات والاتفاقات والقرارات الاممية، وحتى المبادرات الدولية لم يجد أيا منها طريقه للتنفيذ لأنها تفتقد الى الاجماع حولها، فبعضها تم سلقها ليلا، وبعضها تم القبول بها إنحناء لعاصفة ما، وبعضها تم فرضها (على الورق) بالاستقواء، لذلك شهدت دورات الدم التي لم تتوقف حتى اللحظة.
علمتنا التجارب ان فرض الحلول بالقوة بالاستناد الى مرجعيات احرقتها نيران الحروب اثبت فشلة، وان المعالجات تقتضي عقد اجتماعي جديد يحضى بقبول كل الاطراف على قدم المساواة، وفي مقدمتها الطرف الجنوبي، وعدى ذلك فلن نرى استقرار مطلقا.