متى طفت؟
محمد عبدالله الموس
المزيدمتى طفت؟.. ذلكم السؤال التقليدي الذي يسأله اي منّا عند وصوله الى بيته، او حتى بيت أحد من اقاربه، فحصص تشغيل الكهرباء في بيوتنا صارت (هفتة) على قولة احدى الزميلات، وهفتة هي مفردة عدنية تعني تقسيط، لكنه تقسيط غير منتظم، عشوائي، ككل شيء في حياتنا.
هو سؤال غبي بالطبع، لسبب بسيط وهو ان لا علاقة لموعد انطفاء الكهرباء بموعد عودتها، فساعات الانطفاء مسألة مزاجية تمتد من ثلاث ساعات الى ست ساعات، واحيانا الى أيام، والاعذار معروفة، راجع، احتراق كابل، تسرب مياه، نفاذ وقود، توقف المحطات المستأجرة، وفي الغالب يرمون العذر على المحطة العجوز، الكهرباء البخارية، وهي المحطة الوحيدة في عدن التي بنيت في سبعينيات القرن الماضي، وما عداها ليست الا محطات ترقيعية لا تسمن ولا تغني عن حر يحرق جلودنا.
لا أحد يدري السر الكامن في (مغارة الكهرباء) وما هي الاسباب التي تمنع كادر الكهرباء من وضع حلول مبكرة لهذه المنغصات (الاعذار) المتكررة، هل هو كادر قليل الكفاءة، ام هي ادارة عديمة الحيلة تشكي وتبكي اكثر مما تقدم حلول، ام حالة لا مبالاة بسبب عدم وجود مبدأ الثواب والعقاب؟ ام هي اسباب اخرى معناها في بطون القائمين عليها؟.
واقع الحال ان لا احد يقدم الاجابة لأي من هذه التساؤلات، لا حكومة ولا انتقالي ولا غيرهما، اما المواطن فهو الضحية الذي ينتظر الحلول بدلا من الكلام السمج الذي يتكرر منذ سنوات وعند قدوم كل صيف.
لا أحد يتمنى السؤ لأحد، لكنا نتمنى ان يصير وباء الكهرباء كوباء كورونا لا يستثنى أحد لكي ينتفض الجميع لمواجهته، فاصحاب القرار في شأن الكهرباء لا يخافون انقطاع الكهرباء ولا يعانون كما نعاني ولا يعاني اطفالهم ومرضاهم كما يعاني اطفالنا ومرضانا، هم يعيشون حالة انفصال عن واقعنا المزري، ولا داعي لشرح السبب فكلكم يعرفه، الا انّا نذكّر ان الكارثة تبدأ عندما تعيش قيادة حالة انفصال عن واقع الناس.