تساؤلات مؤلمة!

عبدالقوي الاشول

الأشرار وحدهم من يروجون ويدفعون باتجاه الخط على مواجهات في عدن.. حالة إسفاف واستمراء للأمر عند من لا يشعرون بالمسؤولية الداعين إلى الشر مروجي الفتن عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون مخافة الخالق، لأن ضمائرهم الميتة تملي عليهم هواجس التخوين والدفع باتجاه خلق خلط اجتماعي تكون نتائجه لاشك وخيمة.

فهل ما تحتاجه الجنوب الأبية التي تقدم شهداؤها على مختلف الجبهات هي هذه النفوس الضعيفة التي تعمل في الخطوط الخلفية باتجاه تأزيم الأوضاع الداخلية التي تعكس نفسها على مجمل جوانب الحياة؟!. ثم أين العقلاء مما يجري؟! فهل هذا يخدم قضيتنا الأساسية؟ وهل نحن بحاجة لتعميق مآسينا عبر دورات عنف جديدة تزيد من هلهلة نسيجنا الاجتماعي، وتكون مدعاة لتدخل الكثير من الأطراف المتربصة؟! أين صوت العقل والمسؤولية مما يجري؟
لقد أنهك مجتمعنا على مدى عقود مضت من القهر والمعاناة والألم والفقر وسوء الأحوال الحياتية للسكان، فهم ينتظرون بعد كل هذه المعاناة انفراجة في الأوضاع وعودة الحياة للجسد الجنوبي المثخن بالجراح. شعبنا قدم تضحيات جسام ولازال.. فهل الناتج من كل هذا العطاء والتضحية هو العودة إلى أحقاد الماضي وبعثها؟!

وبالمجمل، الجميع ليسوا على حق، فيما يذهبون إليه في محاولات للنيل من بعضهم هو نهج مؤسف وسلوك غوغائي منفلت ومتحصن خلف جدار المناطقية المقيتة ودفع شعبنا الجنوبي ثمنه باهظاً في النفوس والممتلكات ومازلنا تحت ربقة مخلفات تلك التصرفات المؤلمة التي أتت على حلم الأجيال بمستقبل أفضل.

وبما أننا نقف اليوم أمام استحقاقات جديدة هي في محصلتها تتويجاً لعطاء الشرقاء من أبناء شعبنا، فمن غير المعقول والمنطقي أن تعتلي الأصوات الناشزة باتجاه خلق الفوضى والبيانات الاجتماعية الحادة التي سوف تكون نتائجها كارثية على الجميع. واللافت حقاً أن ما يجري يتم التعاطي معه كما لو أنه السبيل الأمثل في سلوكياتنا كجنوبيين.

هكذا يبدو المشهد بالنسبة لنا، مليء بأبشع التناقضات، محبط للآمال والتطلعات، مهدد للأمن والاستقرار، بل يحط على درجة عالية من الشحن المناطقي المؤسف، في حين تقدم طلائع خيرة الرجال من أبنائنا الدماء على جبهات المواجهة.. أليس من الأجدر بمن هم على صلة بالعمل السياسي خلق توافقات مرحلية على الأقل فيها قدر من الإحساس لضمائر حية تجاه من يقدمون أرواحهم فداء للحرية؟
ومما لا شك فيه أن تحقيق استحقاقاتنا السياسية القادمة مرهونة بما يجسده العطاء على الصعيد السياسي الذي يشكل تتويجاً حقيقياً للعطاء على الارض وبكل ما اقترن ذلك من تضحيات، في حين أن استمراء بعث أحقاد الماضي هو كل الخذلان والفشل، إن جاز التعبير.

فمن المحزن حقاً أن تقترن نضالات سنوات خلت بكل ما لازمها من دماء سفكت عند كل من يكفيه ترتيب وضعه وتحقيق مصالحه قبل حتى عودة الحق الجنوبي.
إزاء ما سلف، ألا ترون أن أمورنا كافة بحاجة لمراجعة جدية حتى تخرج من دوامات الفعل ورد الفعل وحالة التشكيك العارمة بحق أنفسنا ورموزنا الوطنية.
فماذا بقي لنا إذن كي نراهن عليه؟!!


مقالات الكاتب