مثلث الشر ومحور الشرور
علي العمودي
قوات الشرعية والمقاومة اليمنية وبدعم وإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة فعالة من قواتنا المسلحة الباسلة تواصل تشديد الخناق على مثلث الشر، المتمثل في المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية وشراذم العصابات الإرهابية التابعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، والمدعومة من محور الشرور القابع في إيران، والممول بسخاء من قطر، ويحظى بالترويج له من قبل منصات الأكاذيب التابعة لذلك المحور الشرير، والذين يعيشون لحظاتهم الأخيرة مع نجاح قوات الشرعية والمقاومة اليمنية المسنودة من قوات التحالف العربي في إجهاض المشروع الإيراني التوسعي، وتحرير أكثر من 85 بالمائة من الأراضي اليمنية من قبضة تلك المليشيات والشراذم الإرهابية والإجرامية.
غداً تدخل الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، والبلاد تترنح تحت وطأة أوضاع اقتصادية منهارة جراء التدهور المريع لانهيار العملة الوطنية، وسخط شعبي واسع لتدهور الأوضاع المعيشية وتفشي الفقر لتتسع دائرته لتشمل فئات واسعة من السكان هناك. كل ذلك من جراء إصرار ملالي طهران على المضي في مغامراتهم وإصرارهم على تصدير مشروعهم الفاشل للعالم، وبالذات في دول الجوار من دون أي اعتبار لجيرة، وأبسط قواعد العلاقات بين الدول بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، واحترام السيادة الوطنية. وشاهدنا كيف أرسلت ودعمت إيران الخلايا الإرهابية، ووفرت لها أدوات التخريب والدمار بمشاركة عصابات «حزب الشيطان» اللبناني لتحاول تقويض أمن واستقرار البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان، كل ذلك من أجل تمرير المشروع الطائفي البغيض الذي تحمل لواءه طهران. أمام الشواهد التي ذكرت من انكسار المخطط التوسعي الإيراني في اليمن، ووصول الأوضاع الداخلية في إيران لهذه الدرجة الحرجة، وجعلها تعيش تحت بركان قابل للانفجار في أية لحظة، خاصة أن مقدماته قد ظهرت في أقاليم إيرانية عدة تشهد اضطرابات متواصلة.
أقول إن تلك الشواهد يفترض أن تكون فرصة لإيران لمراجعة سياساتها وعلاقاتها مع دول الجوار بدلا من هذه العزلة الإقليمية والدولية التي وجدت نفسها فيه جراء سياسات المكابرة والعناد والإصرار على تصدير تجربة فاشلة لم تجلب للإيرانيين سوى الفاقة والبؤس في بلد ثري بشعبه وحضارته وموارده الطبيعية.
المراجعة ضرورية قبل السقوط النهائي، وتمثل فرصة لتعود إيران لرشدها عضواً إيجابياً يساعد على تفرغ شعوب المنطقة للتنمية والبناء والتعمير والعيش في سلام.